ها قد بتنا على مرمى حجر من موعد استحقاقات التجديد الجزئي لأعضاء مجلس الأمة. و لأن هذا الانتخاب يختلف كليا عن بقية الانتخابات العامة لكون طبقته الناخبة هي أصلا نخبة منتخبة تختار من بين أعضائها من يمثل الولاية في الغرفة السفلى للبرلمان، فإن الولاءات و البزنسة بالأصوات و توظيف المال السياسي تنتعش نشاطاتها. و حول هذه النقاط كان لنا حوار مقتضب مع أحد المترشحين لهذا الاستحقاق من ولاية تيسمسيلت و هو الحاج محمد جلال المنتخب عن حزب التجديد و عضو المجلس الشعبي الولائي. الإتحاد: بعد نتائج حزبكم المشجعة في المحليات على مستوى ولاية تيسمسيلت مقارنة بنتائج أحزاب أخرى كانت دوما في الصدارة. هل تتوقعون إعادة الكرة مرة أخرى و إعادة إنتاج نتائج التجربة ونيل شرف دخول الغرفة الثانية على مطية المقعد الوحيد المتاح لتيسمسيلت؟ محمد جلال: و الله بالنظر إلى التاريخ ليست نتائجنا مفاجئة كما يتصور البعض لأن حزبنا أقدم من كل الأحزاب التي كانت تتبؤ الريادة باستثناء الأفلان. فحزب التجديد الجزائري تأسس قبل "حمس" وقبل الأرندي. أما الجديد في المحليات الماضية فكان نتاجا طبيعيا لبرنامج حزبنا الطموح الواعد من جهة. وكذا مصداقية و نزاهة مترشحينا و قربهم من الشارع التيسمسيلتي من جهة أخرى. فكان حصدنا ل 14 مقعدا نصفها في المجلس الولائي إفراز طبيعي جدا و ليس مفاجئة، لأن حزبنا تعرض لهجرة فظيعة كانت كنزيف حاد أفقد الحزب شريحة مهمة من قاعدته النضالية بينما ظلّ الأوفياء متمسكين به و أولئك هم المناضلون الحقيقيون حيث لا ينقطع نضالهم لمجرد تبؤ المناصب بل يستمرون في تلك الرسالة أيا كان موقعهم. بل أولئك هم الرجال و ما أحوج الجزائر لرجال مخلصين الإتحاد: ما هي قراءتكم الأولية للحراكات النشطة في المنافسة بين المترشحين الخمسة لمقعد مجلس الأمة و هل أنتم متخوفون من مترشحي أحزاب العيار الثقيل أفلان/أرندي/حمس؟ محمد جلال: كل ذلك لا يعني لي شيئا أنا مؤمن بشعبيتي و ما يكنه لي شخصيا أبناء الونشريس من احترام و ود و تقدير و لكن هذا أيضا لا ينفي طموح كل المترشحين للوصول إلى قصر زيغود بالعاصمة من أجل خدمة أبناء الولاية و النهوض بتنميتها. أما على الصعيد الشخصي فانا لم أتعود طوال حياتي على التراجع أو الارتياب و سأدخل هذا المعترك غير آبه بشيء إلا بنتيجة الصندوق و سأكون راض بها حتى و لو يمنحن الصندوق إلا صوتي الاتحاد: خمسة مترشحين يتنافسون على مقعد واحد في مجلس الأمة ألا تتوقع أن ذلك سيصعد حمى التنافس؟ محمد جلال: الأهم من ذلك أن هذا المقعد الواحد هو نفسه إجحاف شائن في حق منطقة كعاصمة الونشريس بتاريخها الثوري و حاضرها الذي تقدم فيه أفضل الكفاءات و القيادات العسكرية و السياسية و الإدارية لتسيير الشأن العام في الجزائر و إجحاف أيضا من حيث واقع الولاية التي يقطنها أكثر من ثلث مليون نسمة و بالتالي فإن حصة تمثيلها في البرلمان ينبغي أن تزيد عما هي عليه الآن . الاتحاد: اسمح لنا بالعودة لسؤالك عن حديث الساعة و حديث ساعة كل انتخاب و هو البزنسة الانتخابية، شراء الذمم، توظيف المال السياسي و غيرها. ما مدى تأثير هذه الظاهرة في هذه الأيام بتيسمسيلت؟ محمد جلال: هذه الظاهرة اندرجت في نطاق المعهود و لكنها و إن كانت غير ذات مدى مؤثر هنا بتيسمسيلت إلا أن ثقتنا في أجهزة الدولة الأمنية و الإدارية تبعث على الارتياح لأن أصحاب المال الوسخ و بزناسة الذمم يدركون جيدا أنهم في مواجهة عصا القانون. و لا بد من يوم يكشف فيه هؤلاء للشعب و يندمون حيث لا ينفع الندم و لكن بشرط أن تتكاثف الجهود لمحاربتهم. الإتحاد: في الأخير هل من توقع شخصي لك بالنتائج على ضوء المعطيات المتاحة؟ محمد جلال: التوقع صعب للغاية بل مستحيل لأن العملية هي اقتراع سري كما تعلم و لكن أنا متفائل أن الكثير من أصوات الكتلة الناخبة لمجموع المنتخبين المتمثلة في 369 صوتا ستصب بإذن الله لصالحي و أنا أستند في هذا التوقع للنزاهة و السمعة الطيبة علاوة على برنامج الحزب. فأنا لا أتوقع أن تكون نتائج "السينا" مخالفة لنتائج المحليات بتيسمسيلت و لذلك آثرت أن أتخلى عن رئاسة المجلس الشعبي الولائي لأني أرى أن دوري في مجلس الأمة أنفع و أجدى لأبناء الونشريس منه في الأبيوي