كشفت مصالح الصحة، نهاية هذا الأسبوع، عن تسجيل 170 إصابة بالفيروس الكبدي من نوع ''أ''. وهي الحالات التي ظهرت على مستوى منطقة سور الغزلان، منذ 12 سبتمبر الجاري إلى غاية 22 من نفس الشهر، حيث أكدت هذه الجهات أن سبب الوباء هو تلوث المياه الشروب، وهو ما استدعى إيفاد لجنة وزارية مشتركة ما بين الوزارات، يوم الأربعاء الماضي، للتأكد من سبب هذا الوباء ومدى علاقته بالتسمم الغذائي الذي وقع خلال شهر رمضان المنصرم. وقامت هذه اللجنة بمعاينة الموقع الذي ظهرت فيه حالات التسمم والمتمثل في بئر مسجد الرحمة الكائن بالحي التساهمي علي سايح، للتأكد من مدى تطبيق التوصيات الماضية، ومعاينة الأحياء ال13 بمدينة سور الغزلان التي ظهر فيها الوباء، إلا أن الحيين الأكثر تضررا هما حي السكن التساهمي وحي 5 جويلية، حيث لاحظت اللجنة انعدام النظافة، خاصة الحي التساهمي، مع تسرب المياه القذرة من قنوات الصرف المنكسرة، ما جعل ممثل معهد باستور يرجع سبب الوباء إلى انعدام النظافة بالحي، مستبعدا مياه الآبار، وربطها بمرض الأيدي الوسخة، حيث يلمس الأطفال الصغار الأشياء ولا يغسلون أيديهم. أما مصالح الصحة بالبويرة فأرجعت سبب الوباء إلى مياه الآبار، فيما اتفق الجميع على أن السبب يتمثل في التلوث، ليتم التأكد في الأخير أن المشكل هو تلوث الماء. ومن جهة أخرى كشفت هذه المصالح إصابة 170 شخص، فيما استقبل المستشفى 147 حالة، منذ بداية ظهور المرض إلى غاية يوم 21 من الشهر الجاري، وتم الإبقاء على 9 حالات تحت الرقابة الصحية، بينها حالتان لا تزالان في المستشفى، في حين خرج معظم المرضى. كما أضافت مصالح الصحة في بيانها أن هناك 68 حالة مست الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى 9 سنوات، و70 حالة بالنسبة للذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 سنة، أي بنسبة 48 بالمائة، وتسع حالات مست شريحة الشباب بنسبة 6 بالمائة. كما خرجت اللجنة بمجموعة من التوصيات، منها غلق بئر مسجد الرحمة، وتحسيس المواطنين بعدم استعمال مياه الآبار غير المعالجة، خاصة أن المواطنين يفضلون عادة مياه الآبار، والمنطقة تتوفر على 90 بئرا غير معالجة، إلى جانب التحسيس في الوسط المدرسي، خاصة الابتدائيات، مع إصلاح وتنظيف شبكة صرف المياه الصحية بالحي التساهمي، وتوفير أحسن الظروف البيئية. وتدخل توصيات اللجنة في إطار محاصرة المرض في منطقته دون انتشاره إلى مختلف مناطق الوطن. كما علمنا أن مصالح الصحة تواصل التحاليل الطبية بهدف التأكد من عدم ظهور حالات وباء التيفويد، خاصة أنه يعرف نفس الأعراض، ما عدا اصفرار العينين.