كشفت التّحاليل الطبيّة التي تسبق عملية العلاج الكيميائي بمركز معالجة السرطان بالبليدة عن تسجيل أكثر من 85 بالمئة من مرضى السرطان المستهلكين لنبتة ''البرّستم'' ينجم عنها مضاعفات جانبية تعيق سير العلاج. وأوضح الدكتور بوجلة، مختص في العلاج الكيميائي على مستوى مركز معالجة السرطان بالبليدة ل''الخبر''، أنّ من أهمّ المخاطر التي تُسبّبها نبتة البرّستم إصابة مرضى السرطان بالتسمّم الكبدي، ما يدفع بالأطباء إلى تأجيل حصّة العلاج الكيميائي تجنّبا لحدوث مضاعفات أخرى تودي بحياة المريض، على اعتبار مفعول النبتة يؤثر على كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. وأورد نفس الدكتور أنّ النبتة تعرف انتشارا واسعا في أوساط المرضى القادمين من مختلف ربوع الوطن خاصّة من المدن النائية والريفية، موضّحا أنّ ''من ضمن ثلاثة مرضى يصرّح اثنان على الأقل باستهلاكهم لعشبة البرستم''، اعتقادا منهم أنّها قد تساعد على تراجع أو عدم تقدّم الورم وربّما الشفاء من المرض كلياً، الأمر الذي جعل الأطباء المختصّين يدقون ناقوس الخطر من تنامي ظاهرة استعمال الأعشاب التي يُروّج لها من طرف تجّار وبائعي أعشاب يقدّمون خلطاتهم دون تشخيص المرض طبيا أمام تداخل الأعراض. ولخّص الأطباء المختصون خطورة تناولهم لعشبة البرّستم ''أنّ العلم لا يعترف بالتكهنات وهو قائم على التجريب والبحث الدائم، وأن الأعشاب هي أحد مصادر الطب الكيميائي، بشرط إخضاعها للتحاليل العلمية عبر مراحلها''.