سائلة تطلب النّصيحة بعد خلافها مع خطيبها عبر الهاتف، ممّا أدّى إلى الحلف بالله على عدم اتّصاله بها مرّة أخرى؟ كفارة اليمين مبينة في قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يُبيّن الله لكم آياته لعلكم تشكرون} المائدة: .89 وصيحتي إلى كلّ المخطوبين أن يضعا حدودًا لعلاقتهما قبل الزواج المعلن، فإنّه ولو تمّ العقد الشرعي بينهما فإنّهما في نظر المجتمع والعُرف ليسا متزوجين حتّى يعلن عن ذلك بالعرس والوليمة، فإننا لا نجيز اللقاءات التي تجري بين الخاطب وخطيبته دون حضور أحد محارمها، فإن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال ''ما خلا رجل بامرأة إلاّ كان الشيطان ثالثهما'' أخرجه البخاري ومسلم، فتكون العاقبة وخيمة على المرأة بالدرجة الأولى إن فسخ العقد بينهما. أمّا المكالمات الهاتفية فنحن لا نمنعها كلّها، بل لا بأس أن يسأل الخاطب عن حال خطيبته أو يتفاهما حول مستقبلهما، لكن بحضور محرم البنت وأن لا يتجاوز الكلام حدود الحاجة، وهذا كلّه سد للذرائع المفضية إلى المفاسد والمشاكل الّتي نسمع عنها يوميًا، وبصفة خاصة إذا لم يسجّل زواجهما في الحالة المدنية، وبطبيعة الحال فإن الضحية الأولى هي المرأة، فلتحافظي أيّتها المؤمنة على حياتك وعفّتك وعزّتك واجعلي خطيبك شغوفًا للقائك يوم العرس حتّى ينال الحيّية كالجوهرة التي حُرم منها، وكما تقول الحكمة: كل ممنوع مرغوب فيه، وكثرة اللقاءات والمكالمات تؤدي إلى كشف عيوب كلّ من الطرفين، ممّا قد ينتج عنه النّفور والكره والشقاق. فتاة تدعو الله أن يرزقها زوجًا محدّدًا ''تذكر اسمه''؟ يقول الله تعالى: {وقال ربُّكم ادعوني أستجب لكم} غافر: ,60 وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''الدعاء هو العبادة'' رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة وهو حديث صحيح. فلا حرج أن تدعو الفتاة ربّها أن يرزقها الزوج الصالح، وهذا دليل على سلامة عقيدتها، حيث علمت بأنّ الله هو الرزاق المعطي، والأفضل أن تدعو الدعاء العام الشامل كأن تقول ''اللهم ارزقني زوجا صالحا طيّبا''، لأنّها لا تعلم أين يكون الخير، فربّما الخير في أن تتزوج غير ذلك الشخص، والله يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} البقرة: .216 بالإضافة إلى أنّه ربما خطب ذلك الشاب غيرها، فإن ذلك سيكون صدمة عليها، وربّما أدّى بها إلى ظن السوء في الله خالقها وبارئها ورازقها الّذي يعلم ويسمع ويرى سبحانه وتعالى.ئ؟