نظمت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، عشية أمس، لقاء جمع عددا من الصحفيين والكاريكاتوريين الجزائريين والأمريكيين. وقد شارك هؤلاء في فعاليات الطبعة الثالثة من المهرجان الدولي للشريط المرسوم، التي احتضنها ديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة ما بين 13و17 أكتوبر الجاري. حضر اللقاء عدد من الصحفيين والكاريكاتوريين العراقيين، المشاركين بدورهم في الطبعة الأخيرة من المهرجان الوطني للشريط المرسوم المنظمة فعالياتها في العراق، وذلك عبر تقنية المحادثة عن بعد، حيث تطرّق الطرفان إلى جملة من المواضيع المنوطة عموما بفن الكاريكاتور. لعل من بين أهمّ النقاط الحسّاسة التي أثارها منشطو النقاش، تأثير الأوضاع السياسية والاقتصادية وكذا الاجتماعية والثقافية على وضعية الكاريكاتوري في الجزائر والعراق. ناهيك عن تطرّق المشاركين إلى النسبة التي يتمتّع بها كل طرف فيما يخصّ بحرية التعبير. وهنا تحديدا أفاد الطرف العراقي الممثل بكل من أسامة صادق، عبد الرحيم ياسر، أيمن ذراري وأحمد رواي، أن الوضع ''الأمني'' ''لا يزال لحدّ الساعة يقف حجر عثرة أمام خوضنا في القضايا المتصلة بالأوضاع المتشنّجة التي يتخبّط فيها العراق حاليا، ولكن رغم هذه العقبات، فإن معظم الكاريكاتوريين العراقيين يحاولون قدر المستطاع تعرية هذا الواقع وكشف المستور عبر أعمالهم التي تفضح، بشكل أو بآخر، النزاعات والخلافات القائمة حول التكالب الحاصل من أجل الاستحواذ على كرسي الحكم''. ومن جهته، أكد الطرف الجزائري الممثل بكل من باقي بوخالفة وهشام بابا أحمد رفقة الأمريكيين براندون جيروا وجوش نيوفيلد، أنه خلافا لما هو حاصل في العراق، ''فإن الكاريكاتوريين الجزائريين والأمريكيين يتمتعون بهامش أوسع من الحرية في التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم في مجال الكاريكاتور''. وعن سؤال ''الخبر'' حول ما إذا كانت هناك رقابة رسمية على الكاريكاتوريين العراقيين وإذا ما كانت تعترضهم مشاكل فيما يخص مسألة النشر والتوزيع، قال المشاركون إنه ''لا وجود لرقابة رسمية بل ثمّة رقابة ذاتية فقط، كما أنه في ظل الغياب الكلي لوزارة الاتصال وكذا الشلل المحدق بالمؤسسات الثقافية والفنية في العراق، فإن هذين العاملين حالا دون تمويل ودعم التظاهرات المندرجة ضمن هذا الفن، ما جعل أعمالنا مجازفة ومغامرة بحدّ ذاتها''. وقد تخلل اللقاء دعوة صريحة من الطرفين إلى ضرورة الاحتكاك والتواصل فيما بينهما ولو عن طريق الأنترنيت.