أسقطت الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظيم ما كان يسمى بالجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا'' من لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وأعلنت تلاشيها مؤكدة في السياق نفسه بأنها لم تعد موجودة وبالتالي لا يمكنها أن تشكل خطرا على أمن الولاياتالمتحدةالأمريكية. جاء ذلك في نص قرار وقعته وزيرة الخارجية الأمريكية، السيدة هيلاري كلينتون، ونشر في ''الجريدة الرسمية الاتحادية''. واستند القرار إلى مراجعة أجرتها أجهزة الأمن الأمريكية للائحة المنظمات الإسلامية الأجنبية الموصوفة بالنشاط الإرهابي العابر للحدود، طبقا لنص المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية المعدل. وأشارت الوزيرة الأمريكية إلى أنه تبعا لهذه المراجعة وبعد استشارة وزارة الخزانة ''المالية'' الأمريكية، ''أقرر إسقاط المنظمة الأجنبية المسماة الجماعة الإسلامية المسلحة المصنفة اعتبارا من سنة 2003، بسبب تلاشي أسباب وظروف تصنيفها في لائحة التنظيمات الإرهابية الخارجية، حتى وإن تمت ملاحظة أن بعضا من قادة الجيا، ينشطون حاليا في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الموجود على اللائحة بسبب نشاطه الإرهابي''. وكانت الجيا قد تأسست في مطلع التسعينات بعد إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية، من طرف قيادات في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، من بينهم عبد الحق لعيايدة، واستهدف ميثاق تأسيسها ''الإطاحة بنظام الحكم في الجزائر'' وتبديله ب''إقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة''. وكان قادة الجماعة يرفضون مبدأ الحوار مع الحكومة، واعتمدت العنف المسلح منذ عام 1992، كرد فعل على إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت جولتها الأولى في 26 ديسمبر .1991 واستندت الجماعة في نشاطها الإرهابي إلى تكفير الجزائريين دون استثناء وكل من يعمل مع الحكومة والمؤسسات الرسمية، وفي فترة تالية كل من لا يعارض السلطة، وتخصصت في ممارسة الاغتيالات والمجازر الجماعية والتفجير في الأماكن العمومية. وفي سجل الجماعة الإرهابي العديد من الاعتداءات الاستعراضية أهمها تفجير مترو أنفاق باريس سنة 1995، الذي خلف عشرات القتلى والجرحى. وما سرّع في تلاشي واضمحلال الجماعة انشقاق، بين سنتي 1997 و1998، عدد من قاداتها الميدانيين ومنهم حسان حطاب الذي أسس تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي أعلنت انضمامها لتنظيم القاعدة الدولي سنة 2006 ليتحول اسمها إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقد تم إسقاط اسم حسان حطاب الذي سلم نفسه لأجهزة الأمن في سبتمبر 2007، من لائحة الإرهابيين الأجانب المطلوبين للقضاء الأمريكي قبل فترة. وليست الجماعة الإسلامية المسلحة فقط التي تلاشت ولم تعد مصدر قلق للسلطة، فقد سبقها إلى ذلك تنظيم ''الفيدا'' المعروف بتسمية ''الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح'' التي قامت باغتيال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد الحق بن حمودة في بداية .1997