دعا المجاهد القيادي في الجبهة صالح فوجيل إلى ضرورة تشكيل قيادة جماعية متكونة من العقلاء في الحزب، منبثقة من اللجنة المركزية، تكلف بوضع حلول ملموسة من أجل إخراج حزب جبهة التحرير الوطني من أزمته. وذلك، كما أشار، حتى يتسنى له القيام بالمهام الحقيقية المنوطة به. شبه صالح فوجيل، نائب عن الأفالان ولاية سطيف، في بيان أصدره، أمس، تلقت ''الخبر'' نسخة منه، الصراع الدائر هذه الأيام داخل صفوف الأفالان بالوضعية التي سبقت استقلال الجزائر ما بين 19 مارس 62 و5 جويلية ,62 حيث شهدت تلك الفترة محاولة تطويق وحدات الجيش الجزائري التي كانت مرابطة بمنطقة ''الروشي نوار ''في بومرداس، عن طريق إخضاعها ل''القوة المحلية'' التي كان يؤطرها ضباط وضباط صف جزائريون من الذين كانوا في الجيش الفرنسي، وذلك بغية إبقاء جنود جيش التحرير في مراكزهم بالولايات التاريخية، وكذا إبقاء جيش الحدود في تونس والمغرب ومالي في أماكنهم، إلى غاية مرور استفتاء تقرير المصير يوم 2 جويلية .62 وخلال مرحلة 105 يوم الفاصلة عن الاستقلال، كان ما يسمى بالقوة المحلية تجوب المدن تحسبا ليوم الاستقلال للبحث عن صيغة لكيفية إدماج المجاهدين بصفة فردية في الجيش الجديد المشكل من طرف القوة المحلية. وفي قرار تاريخي من طرف مسؤولي جيش التحرير وخلال يوم واحد وعبر كل الولايات التاريخية، تم نزع سلاح عناصر القوة المحلية المشكلة من ضباط وضباط صف وتسريحهم للدخول إلى منازلهم، تاركين أسلحتهم وملابسهم العسكرية لدى وحدات جيش التحرير. وعلى خلفية هذه الحادثة، قال صالح فوجيل إنه بعد نصف قرن هناك قوة محلية أخرى تريد الاستحواذ هذه المرة على حزب جبهة التحرير الوطني. وذكر فوجيل أن التذكير بهذه الحادثة التاريخية ''إنما لاستخلاص الدروس واتخاذ التدابير المطلوبة في كنف الهدوء والحوار الأخوي داخل مختلف هيئات الحزب، قصد وضع حد لمختلف الأخطار التي تتربص بالحزب المنشورة يوميا في وسائل الإعلام والمتمثلة في مظاهر العنف المستفحلة بين المناضلين عبر كامل الولايات''. وأشار فوجيل أنه سبق له أن دق ناقوس الخطر، قبل وبعد انعقاد المؤتمر التاسع للأفالان، من أجل تفادي وعدم الوصول إلى هذه الوضعية التي يعيشها الحزب اليوم. لقد وجهت نداء إلى إطارات ومناضلي الحزب لضرورة الحوار والنقاش الديمقراطي داخل قواعد وهيئات الحزب، حول كل ما يعرقل العمل سواء على الصعيد النظامي أو الهيكلي، لكن دون المساس بالقيم والتقاليد والمبادئ الأساسية للأفالان، والحفاظ على مكانته في الساحة السياسية، علما أن الحزب يزخر بموارد بشرية وكفاءات عالية بإمكانها البروز لو توفر لها المجال والإمكانيات لتفتحها وتطورها''. ويرى صالح فوجيل أن الحلول موجودة لترميم الوضعية الحالية التي يمر بها الحزب، والتي تسمح للمناضلين بالعودة إلى مبادئ وقيم الحزب، باعتباره حزب الأغلبية وله امتداداته في كل مؤسسات الدولة، وذلك من أجل مرافقة الإصلاحات المسجلة في البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية، من خلال التجند الدائم. ودعا فوجيل إلى عدم إغفال عن أعيننا تحضير استحقاقات 2012 من خلال إظهار الأفالان في صورة أكثر وحدة وتناسقا للظفر بكل استحقاق بثقة الشعب. ويقترح فوجيل تشكيل قيادة جماعية مهمتها البحث واقتراح الحلول المناسبة لمعالجة وضعية الأفالان.