انطلق، أمس، عرض فيلم ''الفرفوز'' من قاعة السينما زينات، برياض الفتح بالجزائر العاصمة، بعدما تم عرضه، لأول مرة، أمام الجمهور، الشهر الماضي، على هامش أيام بيروت السينمائية. ذكر عبد النور زحزاح، مخرج الفيلم القصير ''الفرفوز'': ''أن الفيلم يحمل من الرمزيّة والإشارات والاستعارات ما يعبّر عما عاشته الجزائر خلال السنوات الماضية'' وأضاف المتحدث نفسه، أمس، في حديث مع ''الخبر'': ''حاولنا الابتعاد عن تحديد الفضاء المكاني والزماني في رسم تطور قصة الفيلم. كما حاولنا تجاوز الخطاب المباشر. من يشاهد العمل لا يعرف إن تمّ التصوير في الجزائر أو غيرها من مناطق العالم. أردت من خلال الفيلم التركيز على النظرة الكونية للحياة'' ويحكي سيناريو الفيلم، الذي شرع، أمس، في عرضه عبر قاعات السينما، قصة الأب مختار ''محمد إركي'' والابن نبيل ''فاروق إركي'' اللذان يشتغلان في حرفة الفرفوز، واللذان يتنقلان، عبر القرى والمداشر النائية، من أجل تقديم اللعب والهدايا للأطفال الصغار، ويضيف زحزاح 37 سنة: ''ركزت على الفرفوز باعتباره رابطا يجمع بين الأجيال. صحيح أن حضوره يشهد تقلصا. لكن لا يجب أن ننسى أنه شكّل، في مرحلة ماضية، جزء من تكوين وعينا، خصوصا في مرحلة الصّغر''. ويجعل المخرج نفسه من حرفة الفرفوز التي يمارسها الأب وابنه مطية بغية التعرض لكثير من التحوّلات الحياتية التي تمسّ الجزائر، خصوصا بعض مظاهر الظلم والتعسف في التعامل مع الفعل الثقافي وعدم إدراك البعض لوظيفة الثقافة في المجتمع. ويشير زحزاح أن تصوير الفيلم نفسه (26 دقيقة) تم، شهر فيفري الماضي، بشرشال، وسيدخل خلال الأيام القادمة كثير من الفعاليات والمهرجانات، أهمها المنافسة الرسمية من مهرجان دبي شهر ديسمبر، إضافة إلى مهرجان كييف بأوكرانيا ومهرجان بولونيا الشهر المقبل، أين يجد نفسه في خانة ترشيحات أفضل إخراج.