يشارك فيلم ''فرافوز'' للمخرج عبد النور زحزاح، في مهرجاني طنجة في المغرب، وقرطاج في تونس، على أن يتم تقديمه في العرض الشرفي في الجزائر، نهاية الشهر الجاري. يحاول المخرج عبد النور زحزاح عبر فيلمه القصير الجديد الموسوم ''فرافوز'' (26 دقيقة)، مقاربة كثير من الأسئلة الراهنة عبر أقصر الطرق. ويتخذ من شخصيتي الأب ''مختار'' (محمد إركي) والابن ''نبيل'' (فاروق إركي)، المشتغلان في مسرح الفرافوز؛ وسعيهما إلى إدخال البهجة والابتسامة في نفسية الأطفال، في القرى والمداشر النائية، خلفية من أجل العودة إلى كثير من السلوكيات والممارسات الاجتماعية التي تصنع فسيفساء البنية الاجتماعية الجزائرية. يجد في رحلات الثنائي مختار ونبيل وعشقهما وتعلقهما بالفرافوز الذي جعلا منه تقليدا عائليا، فرصة من أجل إبراز مشاق وتحديات العيش في الجزائر، في القرى خصوصا، حيث يصور في البداية حوارية مع عجوز في كوخ على الجبال، تعيش مع ابنيها على النزر القليل من القوت، ولكن بروح عالية وكرم زائد. ويقارب مسألة العلاقات غير المتكافئة لما يسلبه أحد المسلحين دمية كانت تؤثث فراغ وتصنع فرحة الصغير ''نبيل''. ويجد مع فئة الأصوليين صعوبة بغية إقناعهم بأن ممارسة مسرح الفرافوز لا تتعارض مع القيم الدينية، من منطلق أن الهدف يتجسد في زرع البهجة في نفسية الأطفال. قضايا تتراءى صغيرة في الواجهة ولكنها تؤكد حقيقة الصدامات المتعمقة التي ما يزال يعرفها المجتمع الجزائري. صدامات تعبر عن حالة التنافر وغياب المعالم المشتركة في العلاقات الإنسانية بين الأفراد. يركز الفيلم على محور زمني تراتبي، منتظم، ووفق انتقالات هادئة، بطيئة أحيانا، مع مناظر خارجية أكثر منها داخلية. وقد تمّ عرض الفيلم نفسه، لأول مرة، منذ أسبوعين، على هامش أيام بيروت السينمائية.