افتتحت الطبعة الثانية من عكاظية الفكر التاريخ والأدب نهار أمس بفالمة، بالحديث عن المفكر الراحل مالك بن نبي، الذي قيل بشأنه ''إذا قصرنا في حقه فغيرنا لم يفعل وشهد له بنهجه الإصلاحي للعالم الإسلامي، فهو كان يريد أن يصنع الحضارة''. كانت محاضرة الافتتاح للدكتور عمار طالبي، الذي تحدث عن مسيرة العلامة مالك بن نبي بتطرقه لأعماله وأفكاره التي ارتقى بها من الجزائر نحو العالم الغربي الذي قال بشأنه المتدخل إنه تعرف عليه من الداخل وليس من الواجهة كغيره، ولم يكتف بقراءة ما كتب عنه بل معايشته لسكان الريف. وعدًد الدكتور طالبي مؤلفات المفكر التي كان أهمها الظاهرة القرآنية، ومنشوراته التي كانت البعض منها لا يروق للسياسيين وحتى المنتمين للتيارات الماركسية آنذاك، التي حصرها في محاضرات ثلاث. كما تحدث الدكتور يوسف قاسمي عن الدروس التي تستخلص من الثورة التحريرية، والتي تبدأ برفض الثوار لسياسة المساومة، والتنكر لصفة الفردية والزعامة وهي نقاط أسقطتها الثورة حتى مع الطموحين تنظيميا لم تسمح لهم بصناعة أو توجيه القرار، وديمقراطية الأخوة والمساواة التي اعتبرها المتدخل جوهر الثورة، وقال إن بناء الجزائر تحكمه ثلاثية تتعلق بقدسية الثورة كونها تشكل ''الذاكرة''، الوطنية بالاقتناع بها والممارسة والعلم الحديث الذي كان يشكل هاجسا لتطوير الأمة لدى مالك بني نبي. وتحدث الدكتور العربي حمدوش عن صورة الشهيد في شعر مفدى زكريا خلال الثورة وبعدها، وهي ما اصطلح عليه ب''القلب'' للمشاهد بتحويل الحزين منها إلى سار، وهو ما يتناسب حسبه وطبيعة الثورة التي لم يكن لها وقت للبكاء بل لتقديم القربات.