استقبلت مكاتب البريد، صبيحة أمس، عددا معتبرا من الزبائن، خلال الساعات الأربع التي أقرتها إدارة بريد الجزائر بصفة استثنائية للسماح لزبائنها باستخراج أموالها تحسبا لعيد الأضحى، غير أن أغلب من تحدثنا إليهم تأسفوا لقصر الفترة التي لم تسمح لعدد منهم بسحب الأموال بسبب عدد الزبائن المتوافدين. بمكتب بريد باب الوادي، لم يختلف حجم الطابور بداخل المكتب عن العدد الهائل للحاملين للبطاقات المغناطيسية قبالة جهاز الموزع الآلي، فسرها أحد المنتظرين لدوره: ''الانتظار أمام الجهاز أقصر من الطابور الذي بداخل المكتب، وحبذا لو تم تمديد ساعات العمل استثنائيا إلى غاية نهاية اليوم''. بنفس البلدية، تجمع عشرات المواطنين، لحظة وصولنا، أمام أبواب مكتب البريد الثاني المتواجد بباب الوادي المعروفة بالكثافة السكانية الكبيرة، وهنا تحدثنا مع أحد عمال المكتب الذي رفض الكشف عن هويته: ''مشكل السيولة غير مطروح كما كنا متخوفين، حيث استقبلنا صباحا قيمة مالية هامة، الإشكال أن موعد غلق المكتب حدد على الساعة الثانية عشرة زوالا، وحسب عدد المنتظرين والساعة تشير إلى الحادية عشرة والربع، لا أظن أنه يمكننا الاستجابة لكل الطلبات، خاصة أنه يستحيل علينا تمديد ساعة العمل''. نفس الإقبال شهده مكتب البريد المركزي، أحد أكبر المكاتب بالعاصمة، فرغم أن الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة والنصف تقريبا، فإن عشرات الزبائن كانوا يتوافدون تباعا على القاعة. وحسب إحدى السيدات فإن ''المبادرة التي صارت تقليدا عند الأعياد تساعدنا خاصة نحن العاملين على استخراج أموالنا لقضاء حاجياتنا، غير أنه هذه المرة تم تحديد ساعات فتح المكاتب لأربع ساعات فقط، وكما تشاهدون الطلب الكبير وموعد الغلق اقترب''. وتأسف أغلب ممن لم يسعفهم الحظ في استخراج أموالهم، من تعطل عدد من الأجهزة الآلية، أو لعدم توفر البعض الآخر على السيولة المالية الكافية لكثرة الطلب خلال الأيام الأخيرة، غير أن هذه الأجهزة شكلت في أغلب الأحيان مفرا لمن أرادوا سحب أموالهم والانطلاق في رحلة البحث عن أضحية العيد. ومن المنتظر أن تعرف مختلف مكاتب البريد ضغطا شديدا خلال الأيام المقبلة، وليس من المستبعد أن يطفو مشكل السيولة من جديد، بعد أن تم سحب أموال معتبرة خلال الفترة الأخيرة. غ. ف