خلق النقص الفادح في السيولة النقدية على مستوى مراكز البريد، حالة كبيرة من الذعر لدى المواطنين في مختلف الولايات وهو ما سيدفع الكثيين إلى شراء كبش العيد بالدين أو بف الكريدي''، بالرغم من أن السلطات المعنية أعطت مبرراتها دون اقتناع الزوالي بأن'' النقود غير متوفرة في''البوسطة''. من مصائب الجزائريين تلك الطوابير الطويلة التي لا تنتهي في مختلف شبابيك البريد، المشهد عاشته ''البلاد'' صبيحة أول أمس الخميس في بريد وسط مدينة ''أحمر العين'' وهي بلدية من بلديات ولاية تيبازة. في البداية وعند دخولنا إلى مقر المركز على الساعة التاسعة إلا ربع، وهو الوقت الذي ينتهز فيه الكثيرون سحب أموالهم،..فرحنا لانعدام الطوابير التي اعتدنا على مشاهدتها على مستوى مختلف مراكز البريد والصكوك البريدية، خاصة أن أغلب الموظفين يملكون حسابا جاريا على مستوى البريد كالأساتذة والعمال والموظفين في أسلاك الأمن كالشرطة والدرك والجيش أيضا والحماية المدنية والأطباء وغيرهم من الموظفين. تتوفر أم لا.. تلك هي المشكلة ولكن فرحتنا لم تكتمل، فعندما سألنا موظفة الشباك الخاص بسحب الأموال ردت علينا بتأسف كبير قائلة ''الدراهم ماكاش''، صدمنا لحظتها ولكن حاولنا فهم السبب ومتى يتم توفير الأموال، سألناها عن السبب قالت لنا إن المشكلة يشهدها هذا المركز منذ أكثر من أسبوعين وحتى مراكز البريد الأخرى على مستوى ولاية تيبازة كمركز البريد على مستوى'' العفرون'' وفحجوط'' و''موزاية'' التابعة إداريا لولاية البليدة ولكن سكان بلدية ''أحمر العين'' يجدون ضالتهم في غالب الأحيان في مركز بريد هذه البلدية القريبة من ''أحمر العين''. كما أضافت الموظفة أن السيولة تتوفر بنسبة قليلة مرتين في الأسبوع ولكن الطلب يكون عليها كبير وهو ما يسهل نفادها في وقت قصير. هذا المشهد نجده في العديد من مراكز البريد عبر الوطن وهو ما يخلق غضبا لدى المواطنين وتبادل العنف اللفظي بين الزبائن وتجاوزات تحصل بين الموظفين والزبائن فضلا عن حالة القلق التي يعيشها المواطن الذي تعود على شراء الأضحية وألا يفوت فرصة عيد الأضحى المبارك، وهو الأمر الذي خلق فوضى وتذمرا كبيرين لدى المواطنين في هذه البلدية خصوصا أن هناك من حاول معرفة إن كان بإمكانه أن يسحب من بلديات أخرى وخصوصا تلك القريبة من ''أحمر العين'' إلا أن الجواب كان سلبيا فالمشكلة ليست على مستوى هذه البليدة فقط بل على مستوى مختلف بلديات الولاية وحتى الولايات المجاورة مثل عين الدفلى والشلف أيضا تجيب الموظفة. شكاوى المواطنين وصلت ''البلاد'' من ولايات أخرى في ولاية جيجل وميلة وأم البواقي والشلف وتيسيمسيلت وقسنطينة ووهران وورفلة وغرداية، وحاسي مسعود خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وارتفاع الطلب على الأموال بشكل لافت للانتباه وتسارع الجزائريين لسحب أجورهم الشهرية أو المنح والعلاوات التي تخصصها المؤسسات لعمالها في مثل هذه المناسبة الدينية العظيمة، بغية شراء أضحية العيد وإدخال الفرحة على أولادهم، وهو الأمر الذي عمق معاناتهم. وبالإضافة إلى تذمره اليومي من تلك الطوابير الطويلة من أجل سحب مبلغ من المال التي تعود عليها، فضلا عن عدم ثقته في البطاقة المغناطيسية فإن الكثيرين يتخوفون من أن يحتفلون بعيد الأضحى المبارك بالديون أو تسليم'' شيك'' كصك ضمان بين الزبون والموالين من باعة الأغنام. والأصعب من كل هذا أن يعيش المواطن حالة من القلق وهو يواجه هذه المعضلة عشية هذه الاحتفالية الدينية . وبحساب تقريبي فإن عدد زبائن البريد يوميا يقدر ب 2 مليون زبون على المستوى الوطني حسب تقارير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال فيما يقدر العدد الإجمالي لزبائن البريد 12 مليون زبون، هذا علاوة على ارتفاع متوسط السحب الشهري من 7000 دينار إلى 20 ألف دينار في الخمس سنوات الأخيرة وهو ما يعني أن الجزائري أصبح يحتاج إلى سيولة مادية لتوفير حاجياته اليومية خصوصا في المناسبات الدينية ومنها شهر رمضان المعظم وعيدي الفطر والأضحى وفي المواسم وحتى في فصل الصيف، إذ تتزايد الاحتفالات والأعراس. من جانبه، سبق لوزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي أن أكد في تصريحات سابقة أن نقص السيولة المالية في مكاتب البريد تعود إلى تضاعف حجم الأموال المتداولة على مستوى هذه المراكز مقارنة مع سنة ,2009 خصوصا بعد الزيادة في أجور العمال خلال الأشهر الماضية، إلى جانب تداول الأموال خارج الإطار المصرفي المنظم. كما تطرق وزير القطاع إلى مسألة بقاء السيولة النقدية المستخرجة بحوزة التجار والمواطنين حتى نهاية الدخول الاجتماعي وفترة الأعياد خاصة أن الطلب على السيولة النقدية يتزايد في المناسبات والمواسم والأعياد. وتحاول السلطات تدارك الوضع عن طريق التعاون بين القباضات الرئيسية لمؤسسة بريد الجزائر مع 3400 مركز بريدي عبر الوطن والتنسيق أيضا مع مصالح بنك الجزائر.