التزم ''بنك الجزائر'' بمنح الأولوية لمؤسسة ''بريد الجزائر'' في تزويدها بالسيولة النقدية قصد مواجهة مشكل النقص الذي تعرفه مكاتب البريد بمختلف ولايات الوطن منذ أسابيع ولاتزال مستمرة إلى حد الآن عشية حلول عيد الأضحى المبارك. وبدوره طمأن ''بريد الجزائر'' زبائنه بحل مشكل السيولة بعد أن تلقى وعودا من المؤسسة المكلفة. وحسب مدير مؤسسة بريد الجزائر فإن هذه الأخيرة شرعت بالتنسيق مع ''بنك الجزائر'' بصفة مكثفة ووثيقة واتخذتا كل التدابير والإجراءات اللازمة من اجل إنهاء الأزمة وتوفير الأموال على مستوى جميع مكاتب البريد عبر الوطن وتمكين المواطن من سحب أمواله في الوقت الذي يريد وبالتالي السماح له باقتناء أضحية العيد. وأوضح المصدر في هذا السياق أن ''بنك الجزائر'' الممول الوحيد لبريد الجزائر قد خصص احتياطات خاصة بزبائن المؤسسة للعمال الأجراء الذين يعتبرون سحب أجرهم الشهري أكثر من أولوية. كما اتخذت'' بريد الجزائر'' من جهتها ما هو ضروري على مستواها للاستجابة فورا على المستوى المركزي والمحلي بحيث عندما تكون الإمكانيات غائبة لدى بنك الجزائر تستعمل مصالح البريد وسائلها لنقل الأموال. علما أن خلايا خاصة تعمل بجميع مناطق البلاد بالتعاون مع الولاة خاصة فيما يخص نقل الأموال إلى مكاتب الولايات التي تحتاج إلى إجراءات خاصة، معتبرا هذه الإجراءات التي تتطلب بعض الوقت سببا من أسباب نقص السيولة في مكاتب بريد العديد من مناطق البلاد الداخلية. وعن أزمة نقص السيولة النقدية التي تعرفها جميع ولايات الوطن تقريبا أشار مدير بريد الجزائر إلى أن هذه الأخيرة ''ليست مسؤولة لا من قريب أو من بعيد باعتبار أنها مجرد قناة وعملها يتمثل في دفع الأجور، ولكي تقوم بعملها هذا فهي في حاجة إلى سيولة نقدية وبنك الجزائر هو الوحيد الذي يقوم بطبع الأوراق النقدية. كما ارجع مسؤول البريد ظهور أزمة السيولة بهذه الحدة إلى التدفق والضغط الكبيرين على هذه المرافق وهو أمر يتفهمه الجميع، علما أن العيد على الأبواب ولا تفصلنا عنه سوى بضعة أيام'' إلا انه يعترف بوجودها منذ أشهر الأمر الذي يتطلب ايجاد حل دائم ونهائي لتفادي تكرارها مستقبلا. قائلا ''لا يعقل أن تعرف البلاد هذه الظاهرة، لا بد من إيجاد حلول لإنهاء هذه الظاهرة''.ويرى مسؤولو ''بريد الجزائر'' أن الحل الوحيد للتخلص من هذه الظاهرة هي تحديث وسائل الدفع لدى المواطن فلو كان بإمكان هذا الأخير تسديد مبلغ الأضحية بالصك لما عرفت مكاتب البريد كل هذا الضغوط والأزمات خاصة وأن عدد زبائن مؤسسة ''بريد الجزائر'' يفوق ال12 مليون زبون يمر مليون منهم يوميا على مكاتب البريد. لا أزمة بالعاصمة والضغط سببه الإقبال الكبير على مكاتب البريد وشهدت مكاتب بريد العاصمة طيلة أمس ضغطا كبيرا، حيث لم ينقطع الإقبال على مكاتب بريد ساحة أول ماي وكذا البريد المركزي، حيث لم نسجل بها ما يوحي بنقص السيولة. وحسب أحد عمال القطاع فإن الضغط المسجل عاد جدا ولا يختلف عن السنوات الماضية وهو يعود إلى رغبة الملايين من المواطنين في سحب أموالهم للتوجه نحو أسواق الماشية لاقتناء أضحية العيد. وأما المشاكل الأخرى فهي لا تختلف عن سائر أيام السنة وتتمثل في توقف الحواسيب بسبب الضغط أو انقطاع الربط بالشبكة والتي زاد من حدتها التوقف المستمر لآلات الدفع الإلكتروني المتواجدة بمحاذاة مكاتب البريد وبالبريد المركزي بالعاصمة. للعلم فإن ولاية الجزائر لم تمسها أزمة السيولة النقدية التي من المنتظر أن تنفرج ولو مؤقتا بباقي ولايات الوطن.