صرح مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأمريكية أن دفع فدى ل''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' يزيد التنظيم المسلح قوة، ويضاعف من احتمالات تعزيز شبكات القاعدة وأنشطتها في العالم. وقال إن حكومات البلدان التي وقعت فيها أعمال الخطف متذمرة من الحكومات الغربية التي تدفع فدى لتحرير رعاياها. أفاد دانيال بنيامين، منسق سياسة محاربة الإرهاب بالخارجية الأمريكية، أول أمس، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعارض دفع فدى من أجل استرجاع أشخاص يحتجزهم تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' في شمال مالي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بنيامين قوله للصحافة بواشنطن، إن دفع الفدية ''لن يزيد التنظيم المتطرف إلا قوة''. وذكر في نفس الموضوع: ''ليس سرا أن الولاياتالمتحدة تلح منذ مدة على سياسة عدم التنازل (أمام الإرهابيين)، ولكننا نقر بصعوبة تطبيق هذه السياسة بالنسبة للدول عندما يتعرض رعاياها للاختطاف''. وأوضح المسؤول الأمريكي بأن تقارير حول أنشطة القاعدة بالساحل الإفريقي تتحدث عن ملايين الدولارات مصدرها الفدية. ووصف هذه الممارسة ب''المقلقة جدا''. وأضاف: ''إن دفع الفدية يشجع على المزيد من أعمال الخطف، ونحن لا نريد تغذية الحيوانات المتوحشة لأنها ستعود للمطالبة بالمزيد''، يقصد بأن دفع الفدية يفتح شهية الخاطفين. ويرى مسؤول محاربة الإرهاب بوزارة الخارجية أن أموال الفدية تجعل من تنظيم القاعدة أقوى ويضاعف من احتمال تعزيز شبكاته عبر العالم. وذكر دانيال بنيامين أن الحكومة الأمريكية ''أنجزت تقدما حقيقيا من أجل تجفيف منابع الإرهابيين عبر العالم، ولكن احتجاز رهائن للمطالبة بدفع فدى يختلف عن أمور أخرى كغلق بنوك مرتبطة بجماعات إرهابية''، يقصد بأن محاربة نشاط خطف الأشخاص أصعب وأعقد من اتخاذ إجراءات لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب. وتابع المسؤول الأمريكي بأن حكومات البلدان التي ينشط فيها عناصر القاعدة المغاربية متذمرة لأنها تعتقد بأن البلدان الغنية تضرب استقرارها، بسبب دفع مبالغ كبيرة بهدف استعادة رعاياها الرهائن. وجاءت تصريحات منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية غداة إعلان باريس أنها تجري اتصالات مع قاعدة المغرب الإسلامي من أجل إطلاق سراح رعاياها ال5 المختطفين في النيجر في شهر سبتمبر الفارط، مثلما تحدث عن ذلك وزير الدفاع الفرنسي الجديد ألان جوبي.