نجحت قوات الأمن المشتركة مساء أمس عبر عملية نوعية في توقيف عناصر إرهابية تخصصت في تجنيد ودعم جماعة دروكدال التي تمكنت من اختراق الطوق الأمني المضروب على العاصمة بعد ثلاث سنوات من المحاولات الفاشلة. وجاءت العملية التي كان مسكن بباش جراح مسرحا لها، بناء على معلومات تقدم بها ناشطون ضمن ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يستعدون للتوبة. وخلال مداهمة قوات الأمن المشتركة لمسكن يقع بالقرب من مسجد بباش جراح، تم تحديد مكان تواجد مجموعة إرهابية، تمكن بعض عناصرها من الفرار، بينما تم توقيف ثلاثة منهم أحدهم يعد الرأس المدبر لتجنيد الشباب البطال للالتحاق بالتنظيم الإرهابي، وهو نفسه الذي يقود شبكة الدعم والإسناد في العاصمة. وبغض النظر عن تضارب المعلومات حول عدد الفارين والموقوفين، فإن العملية الناجحة لقوات الأمن مكنت على الأقل من توقيف ثلاثة أحدهم من أخطر منظريه، ممن تكفلوا بمهمة التجنيد مقابل أموال مغرية. ولا تزال عملية البحث عن الفارين متواصلة إلى غاية كتابة هذه السطور. وتحاصر قوات الأمن الحي، فيما انتشرت عناصر أخرى في الأماكن التي يتحصن فيها الفارون، والتي تم تحديدها بفضل معلومات قدمها إرهابيون يستعدون للتوبة وفق ما نقلته مصادر مطلعة ل''الخبر''. من جهة أخرى وصلت تعزيزات أمنية كبيرة إلى الحي، بينما توزعت قوات بالزي المدني في مداخل ومخارج العاصمة وفق خريطة دقيقة سهلت من الوصول إلى أماكن تمركز الفارين. وكان العمل الاستخباراتي وتعاون التائبين والمستعدين للتوبة هو الفيصل للإطاحة بالمخطط الإرهابي في المهد، كما تعتبر العملية حسب المعلومات مصدرا هاما لإحباط ما تخطط له الجماعات الإرهابية، وكذا توجيه ضربات قوية لجماعات الدعم والإسناد. وجاءت العملية التي قامت بها القوات المتخصصة في مكافحة الإرهاب بعد مدة طويلة حاول فيها تنظيم دروكدال اختراق العاصمة منذ آخر التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مقري المجلس الدستوري ومكاتب الأممالمتحدة في 11 ديسمبر .2007