قرّرت أمس، أحزاب المعارضة في مصر، الانسحاب من انتخابات مجلس الشعب التي اكتسحها الحزب الحاكم، احتجاجا على التزوير الذي شهدته العملية الانتخابية في دورها الأول الذي انطلق الأحد الماضي. وأعلن كل من حزب الوفد الليبرالي، أكبر أحزاب المعارضة المعترف بها رسميا في مصر، وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونا انسحابهما من انتخابات مجلس الشعب. وأكد السكرتير العام لحزب الوفد، منير فخري عبد النور أنه ''سيسحب أيضا مرشحيه الفائزين''. ووصفت الصحافة المصرية الانسحاب ب'' الزلزال''، خاصة وأنه لا يمكن للدور الثاني من الانتخابات الأحد المقبل إلا أن يكرس هزيمة الإسلاميين الذين سيخوض 26 من مرشحيهم منافسة الإعادة، في حين كان عدد نوابهم في المجلس المنبثق عن انتخابات 2005 السابقة 88 نائباً. واتخذت جماعة الإخوان المسلمين القرار نفسه، وأعلنت الانسحاب من الجولة الثانية من الانتخابات؛ حيث كان يفترض أن يخوض 26 من مرشحيها جولة الإعادة. وأكد مرشدها في بيان نشره الموقع الإلكتروني للجماعة أن قرار الانسحاب جاء بأغلبية 72 في المائة من مجلس شورى الجماعة ك''خطوة احتجاجية على ما حدث في انتخابات الجولة الأولى''. منتقدا ما وصفه ب''تزوير'' إرادة الناخبين لفائدة الحزب الوطني الحاكم. وكانت الجولة الأولى من الانتخابات قد أسفرت عن فوز الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ب217 مقعد نيابي، بما فيها المقاعد المخصصة للنساء، بينما تحصل حزب الوفد على مقعدين ومقعد واحد لكل من أحزاب التجمع والغد (جناح مصطفى موسى) والعدالة و3 مقاعد للمستقلين. ولم تفز جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونا بأي مقعد. ورفضت المعارضة المصرية ومنظمات حقوقية هذه النتائج واتهمت الحزب الحاكم ''بتزوير واسع النطاق''.