تتضارب المعلومات حول أسباب هروب نوري المسماري، الرئيس السابق لتشريفات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، إلى فرنسا واعتقاله هناك الأحد بناء على مذكرة اعتقال ليبية. ونقلت صحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية في عددها ليوم أمس عن مصادر ليبية وصفتها بالمطلعة، بأنه كان مسافرا للعلاج في الخارج لتدهور صحته و''وجود مكيدة وراء إشاعة نبأ هروبه''، فيما تحدثت مصادر أخرى عن خلافات بشأن أموال تخص تأسيس قناة تلفزيونية إخبارية كان القذافي يعتزم إطلاقها. وقالت المصادر إن المسماري كان يعتزم التقاعد والإقامة بمصر، ما يدل على حداثة خلافه مع سلطات طرابلس الغرب. ونفت مصادر ليبية التهم الموجهة إلى المسماري الموقوف منذ يوم الأحد الماضي في فرنسا، وقالت إن المسماري ذهب ''ضحية مؤامرة خططت لها جهات ودوائر أمنية هدفها إبعاد الأخير عن القائد (القذافي)''. وتم توقيف المسماري بباريس بناء على مذكرة اعتقال وتسليم صادرة عن طرابلس الغرب، تتهمه باختلاس أموال على هامش القضية عن ''خلافات على أموال يبلغ قدرها ملايين الدولارات، كانت ليبيا قد كلفت رجل إعلام عربي يعيش في أوروبا (لم تسمّه) لتأسيس قناة فضائية ليبية إخبارية تابعة للدولة''. ويتفق ليبيون مقربون من سلطات طرابلس ومن المعارضين لها بأهمية المسماري، كونه أحد أطول من عمل بالقرب من الزعيم الليبي عبر عدة عقود، شهدت فيها البلاد الكثير من المتغيرات، بما فيها العداء مع الغرب والتصالح معه. وكان المسماري من الشخصيات الدائمة الحضور في المناسبات العامة، حيث كان يقف بجوار الزعيم الليبي، وكان يشاهد في كثير من الأحيان يصدر الأوامر إلى مساعديه ويتقدم الزوار أمام الزعيم الليبي. ويقول أشخاص يراقبون الدائرة المقربة من القذافي إن نفوذه كان يتجاوز مهام وظيفته كرئيس للتشريفات.