قال منظمو الملتقى الدولي حول نصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، المقرر يومي الأحد والإثنين في الجزائر العاصمة، إنهم ''رفضوا مشاركة 11 شخصا مفترضا من داخل أراضي 48 بسبب حملهم جوازات سفر إسرائيلية''. قال عبد الحميد سي عفيف، رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى ل''الخبر''، إن وزارة الخارجية كانت تنتظر من المعنيين الحصول على وثيقة سفر عربية (الأردن أو سوريا أو غيرهما) لدخول الجزائر، لأن دخولهم بجواز سفر إسرائيلي مرفوض من الجزائر لأنها تعتبر الأمر تطبيعا، حسب سي عفيف. وأوضح قيادي جبهة التحرير الوطني ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى، أن رئيس الملتقى العربي الدولي للأسرى في سجون الاحتلال، عبد العزيز السيد، طرح على قيادة الحزب قبل أيام مشاركة ناشطين من أراضي 48 ووافقت قيادة الحزب ''لكن بشرط عدم دخول الجزائر بجواز سفر إسرائيلي''، وتابع: ''نعتبرهم فلسطينيين مائة بالمائة لكن موقف الجزائر ثابت من قضية التطبيع''. وقد نقلت، أمس، صحيفة العرب القطرية عن رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48، محمد زيدان، ''خيبة أمله واستيائه من إلغاء الجزائر لمشاركة وفد من المواطنين العرب كان تلقى دعوة للمشاركة في مؤتمر حول الأسرى الفلسطينيين''، لكن سي عفيف يكشف أن ''الجزائر عبّرت منذ البداية عن تحفظاتها بشأن جوازات السفر الإسرائيلية، لكن الأعضاء ال11 توجهوا مباشرة إلى السفارة الجزائرية في عمان وطلبوا تصريحا بالسفر''. كما كشف أن ''اللجنة المنظمة اتصلت بالخارجية الجزائرية لاستشارتها في الأمر، لكن موقفنا أيضا كان واضحا... مرحبا بهم لكن بوثيقة سفر عربية، ولكن دون الجوازات الإسرائيلية''. وتحمل الدعوات التي أرسلت للضيوف خطابا فيه أن الملتقى سيناقش قضية الأسرى كقضية من قضايا الصراع مع الاحتلال، لتسليط الضوء الذي تستحقه جوانبها كافة، وصولا إلى القرارات والتوصيات التي تهدف إلى التعريف ببطولات الأسرى وتضحياتهم على طريق النضال والتحرير، وبالمقابل فضح الوجه القبيح لما يعانونه جراء ما يقترفه الاحتلال بحقهم من أبشع الممارسات البدنية والنفسية واللاأخلاقية المفتقدة لأدنى المعايير والحقوق الإنسانية، التي طالت على مدار عقود الاحتلال في فلسطين مثلا نحو مليون مواطن، أدت إلى استشهاد المئات منهم ومن ذويهم فضلا عن الآلاف ممن خلفتهم مرضى وجرحى ومعاقين. وقال رئيس المتابعة، محمد زيدان، إنه فوجئ بإبطال الدعوة بعدما استعد وبقية الوفد للسفر، لافتا أن الملتقى الجزائري سيعالج قضية فلسطينية نحن جزء منها ولنا نصيب فيها من خلال أسرانا على الأقل، ويوضح رئيس اللجنة في الجزائر على هذه النقطة: ''هم إخواننا وفلسطينيون مائة بالمائة لكن موقف الخارجية الجزائرية ينسحب منذ زمن بعيد على أي حامل جواز سفر إسرائيلي''. وتابع ''أستغرب الموقف الجزائري الرسمي وكأننا نمثل إسرائيل رغم أننا ضحية قيامها وممارساتها. طالما كنا نواجه كابوسين: كابوس إسرائيل التي تفرغ مواطنتنا من مضمونها وتتعامل معنا كطابور خامس وجسم غريب تواصل تهميشه منذ ستة عقود، لكننا نفاجأ باستمرار كابوس آخر أشد مضاضة يتمثل في عدم اكتشاف العالم العربي الرسمي لحقيقتنا بعد وكأننا جزء من الحركة الصهيونية''.