كشفت وثيقة جديدة لموقع ''ويكيليكس'' أن الجزائر تقدمت بشكل كبير في تعاونها مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، وأظهرت الوثيقة أن السلطات العسكرية الجزائرية طلبت من وزارة الدفاع الأمريكية تزويدها بأنظمة رادار''أواكس'' ذات الفعالية في مراقبة المجال الجوي. وأوردت الوثيقة الجديدة أن وفدا عسكريا أمريكيا عن مجموعة ''نورث ثروب غرومان'' زار الجزائر نهاية سنة 2009 وتباحث مع السلطات العسكرية الجزائرية التي طلبت منه تزويدها بنظام المراقبة الجوية'' أواكس'' وهو عبارة عن محطة رادار تزود بها طائرة ''بوينغ 737 وتمكن من مراقبة موسعة جدا للمجال الجوي وتساعد على التشويش المضاد على الطائرات. وجاء في الوثيقة أن ''الوفد تباحث مع الوزير المنتدب للدفاع الوطني عبد المالك فنايزية، الذي أبلغ نظراءه الأمريكيين حاجة سلاح الطيران الجزائري لمثل نظام ''أواكس'' وكان الجدل حينها، دائرا بخصوص مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، حيث يأتي تسريب الوثيقة الجديدة التي تعود إلى يوم 25 أكتوبر من العام الماضي، ساعات بعد الوثيقة التي سربها موقع'' ويكيليكس'' والتي مفادها أن الجزائر وافقت على طلب أمريكي للقيام بطلعات في المجال الجوي الصحراوي لتعقب الجماعات الإرهابية. وحسب الوثيقة المنسوبة إلى سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، فإن ''عبد المالك قنايزية، الوزير المنتدب للدفاع الوطني، تحادث حول المشروع مع فيكي هاديلستون، نائب كاتب الدفاع الأمريكي للشؤون الإفريقية الذي قاد الوفد الأمريكي في زيارته الجزائر، أكتوبر من العام الماضي، ونقلت الوثيقة قول قنايزية بأن الجزائر ترغب في تطوير نظم المراقبة الإلكترونية في المجال الجوي، بما في ذلك الأجهزة الخاصة بالتشويش والاتصالات. ونقلت أن ''الوزير المنتدب ذكر أن التشويش على الاتصالات يعتبر جد ضروري لأن الإرهابيين يستخدمون الهواتف المحمولة لتفجير القنابل عن بعد''. كما جاء فيها أن ''فنايزية يعتبر أن تبادل المعلومات أفضل وسيلة للأمريكيين في دعم الجزائر في محاربتها للإرهاب ومواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بمنطقة الساحل''. من جهة أخرى جاء في وثيقة دبلوماسية أمريكية مؤرخة في 3 مارس 2008، أن الرئيس التونسي، بعد اللقاء الذي جمعه بنائب كاتبة الدولة الأمريكية، دافيد ويلش، بتونس، حمل الجزائر مسؤولية الطريق المسدود الذي توجد فيه القضية الصحراوية. وحسب ذات الوثيقة، قال دافيد ويلش إنه يجب على الجزائريين القبول بأنه لن تكون هناك دولة مستقلة في الصحراء الغربية، في حين قال زين العابدين بن علي، إن المشكل معقد وحله يتطلب عدة سنوات. مضيفا أن الملف لا يمكن حله من طرف مجلس أمن الأممالمتحدة.