أشارت آخر الوثائق المسربة على موقع ''ويكيليكس'' إلى الأهمية التي تنظر بها الولاياتالمتحدةالأمريكية للجزائر ودورها في المنطقة خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب، حيث حملت مراسلة سرية للسفير الأمريكي الحالي دايفيد بيرس تحدثت عن موضوع التنسيق الأمني بين واشنطنوالجزائر، توصية تفسر هذه النظرة لأهمية الجزائر الإقليمية في محاربة تنظيم ''القاعدة'' في الساحل الإفريقي والمغرب العربي، ختمت بعبارة ''لا دولة أهم من الجزائر'' بالمنطقة في هذا المجال· في حين لفت تقرير آخر أعدته السفارة الأمريكية بالرباط، إلى قيام المسؤولين المغاربة بعرض خدماتهم على الأمريكان بخصوص التعاون في مجال مكافحة تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، عن طريق إمدادهم بالمعلومات الاستخبارتية وكذا فتح المجال الجوي أمام طائرات الاستكشاف التابعة للقوات الأمريكية، وهي الخطوة التي اعتبرها الأمريكان سعيا من المخزن للحد من حجم التمدد في مجالات التعاون التي تتم حاليا بين الجزائروواشنطن·وذكرت الوثيقة ذاتها أن قائد ''أفريكوم''، الجنرال وليام وارد، طلب خلال زيارته للمغرب في 30 ديسمبر 2009 من المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، الجنرال عبد العزيز بناني، ترخيص المغرب لطائرات الاستطلاع الأمريكية ذ3 بالتحليق فوق أراضيه لمراقبة نشاط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في موريتانيا ومالي في إطار خطة أمريكية لجمع المعلومات الاستخباراتية عن التنظيم· وقد رد الجنرال بناني بالإيجاب قائلا إن ذلك أمر ضروري لمواجهة القاعدة، ونقلت الوثيقة عن المفتش العام للجيش الملكي المغربي، الجنرال بناني، قوله لقائد ''آفريكوم'' إن موريتانيا غير قادرة على مراقبة أراضيها مما يجعل القاعدة ومهربي المخدرات يشكلان تهديدا خطيرا لكل من موريتانيا ومالي·في حين أوردت وثيقة مؤرخة في أكتوبر 2009 أن أمريكا طلبت من الجزائر السماح لطائرات الاستطلاع ''أي بي ''3 بالتحليق فوق الأجواء الجزائرية لمراقبة تجمعات تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل في موريتانيا ومالي·وأفادت الوثيقة بأن الجزائر وضعت شروطاً للسماح لها بالتحليق، منها معرفة مسار التحليق، وهل سيكون هناك اختراق أيضاً للأجواء الموريتانية والمالية، إضافة إلى مراقبة تجمعات ''القاعدة'' في الأراضي الجزائرية، على اعتبار أن الجزائر لا ترغب في مثل هذا الرصد إلا إذا هي طلبت ذلك من الإدارة الأمريكية·كما كشفت الوثيقة أن الجزائر وافقت مرة واحدة على تحليق الطائرات الأمريكية فوق أراضيها، في حين لم تفوت البرقية التي أعدها السفير الحالي دايفيد بيرس خلال الشهر، والطلب نفسه عرض على المغرب الذي وافق دون تردد على تلبيته كما ذكرت تسريبات ويكيليكس، التي عرضت وثيقة مرسلة من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الرباط·وحسب دائما المراسلات التي نشرها الموقع المثير للجدل، فإن الجزائر بعد إقامتها قيادة إقليمية مشتركة بتمنراست تضم دول الساحل الإفريقي صرحت على لسان الوزير المنتدب عبد المالك فنايزية لدى وزير الدفاع بأنه قال لنائية مساعدة وزير الدفاع الأمريكي، فيكي هدلستون في مراسلة مؤرخة في 19 أكتوبر 2009 إن الجزائر ستعمل من أجل إشراك كل من ليبيا وتشاد وبوركينافاسو ضمن هذه الهيئة التي تتكون من هيئة أركان دول منطقة الساحل، واعترفت أمريكا بقيادة الجزائر لدور منطقة الساحل بالنظر إلى تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب·