تابع جمهور المسرح الجهوي بباتنة، ليلة أمس، أول العروض المسرحية المبرمجة ضمن فعاليات المهرجان الوطني الثاني للمسرح الأمازيغي، حيث تضمنت المسرحية التي حملت عنوان ''اقوار امنحوس''، ويعني الدوار المنحوس، لفرقة المسرح الجهوي بباتنة، الكثير من المشاهد المعبرة عن الفساد والصراع على السلطة والمال في قرية تقع في الاوراس يحكمها ''مير'' ونائبه ومقاول وإمام. يحتكم هؤلاء للإمام في صراعاتهم حول الاستفادة من مشروع بناء يرغب الجميع في أن يكون المستفيد الأكبر من أموال المشروع، حيث يلجأ كل منهم إلى أساليب الاحتيال والتزوير والخداع والرشوة. وحتى في حالة الاحتكام إلى الإمام، فإن كل واحد يريد أن يتزوج بابنته كجزء من الصفقة التي يتصارعون حولها. وقد أبدع المؤلف محمد بوشارب في اختيار الكلمات الشاوية المعبرة عن ثراء المفردات المستعملة في شتى مناطق الأوراس وخارجه. كما عمل المخرج على استغلال كل الفضاء المسرحي لنقل المشاهد المعبرة إلى أحضان القرية الأوراسية التي تدور فيها أحداث المسرحية التي تعد أمرا غير مألوف في قرية لم تكن تعرف مثل هذا الصراع على المال والسلطة بأساليب دخيلة على أهل القرية. وكانت قاعة العروض بالمسرح الجهوي، قد شهدت حفل الافتتاح الذي تميز بحضور جماهيري كبير لم تستوعبه القاعة التي لا تتسع سوى ل470 متفرج، ما أدى إلى حرمان الكثير من رواد المسرح من الدخول. وبالمناسبة تم تكريم عدد من الوجوه المسرحية التي قدمت الكثير للمسرح الأمازيغي على غرار فوزية آيت الحاج، فضيلة عسوس، خالد بوعلي، احمد خوذي ومحمد بويش. كما اعتبر السيد يحياوي محمد، مدير المسرح الجهوي، هذا المهرجان فضاء مفتوحا لكل المبدعين والمساهمين في إبراز وإحياء التراث الأمازيغي، ومجالا لتقييم ورصد النشاط المسرحي الأمازيغي. مضيفا أن المهرجان أصبح نواة للالتقاء والبحث وتبادل الأفكار، من أجل ترقية الفعل المسرحي ورصد أفعال الجمهور من ناحية تقييم التجارب وانعكاساتها، انطلاقا من الاحترام المتبادل بين الممثل والمخرج والكاتب والمتلقي في طقوس غايتها تطهير النفوس، وأعلن عن تكريم الشاعر الأمازيغي الراحل اويحي المعروف باسم ''موحيا'' خلال الحفل الاختتامي، إلى جانب تنظيم منتدى يتناول موضوع ''المسرح الأمازيغي واقع الممارسة وآفاق التجربة'' بحضور أساتذة مختصين.وتابع الجمهور الذي غصت به القاعة لوحات راقصة استعراضية بعنوان ''نبع الضوء'' عكست الإرث الثقافي الأصيل لمختلف مناطق الوطن، ومن المقرر أن يتم تقديم تسعة عروض مسرحية باللغة الأمازيغية بمشاركة 11 فرقة مسرحية تمثل ثماني ولايات.