شهدت قسنطينة منذ بداية السنة أزيد من 2000 عضة كلاب متشردة، مست أغلبها الأطفال بأغلب شوارع المدينة، على غرار الطفلة وئام ذات ال10 سنوات التي نهشت من طرف12 كلبا بحي زواغي. حكايات كثيرة في الشارع القسنطيني، أبطالها ليسوا إلا كلابا لأصحابها أو كلابا دون ''هوية''، إن صح التعبير، زرعوا الرعب في أحياء المدينة، وفرضوا حظرا للتجول حتى في وضح النهار. فمنذ 10 أيام، كادت الصغيرة ''مسلم وئام'' أن تفقد حياتها، بعد أن هوجمت في منتصف النهار من قبل ما يزيد عن 12 كلبا أثناء مرافقتها لشقيقها الأصغر إلى المدرسة بحي زواغي. ونجت الصغيرة وئام في العديد من المرات من هذه الهجمات، إلا أنها لم تنج في تلك المرة، ووجدت نفسها في النهاية بقسم الإنعاش بمستشفى ابن باديس الجامعي بجراح غائرة، ووجه مشوّه، وفروة رأس منزوعة، ونفسية محطمة. لم يكن مواطنو زواغي وتحصيص بلحاج الوحيدين في شكواهم من الكلاب، فسكان الزاوش وبوالصوف بدورهم يتعرضون يوميا لهجمات مشابهة، علما أن العديد من الشبان الذين يخرجون مساء لممارسة رياضة الجري، قد تعرضوا خلال الأيام الأخيرة للعض، حسب معلومات مستقاة من أحد القطاعات الصحية. سكان الزيادية وجبل الوحش يعانون هم أيضا من هذا الكابوس، الذي جعل أغلبهم يحملون عصيا لدى خروجهم من المنازل في ساعات مبكرة أو متأخرة لمقاومة أي هجوم، علما أن المصلين قد ذعروا رمضان العام الماضي عندما فاجأتهم الكلاب بدخولها مسجد ''الهجرة'' بالزيادية أثناء صلاة التراويح. وفي سيدي مبروك، تعرض العديد من الأشخاص للعض من طرف كلاب لأصدقائهم يتجوّلون بها، إلا أنها غالبا ما أدمت أيدي وأرجل الكثيرين الذين لا يستطيعون الإبلاغ عنها لأنها لأصدقائهم. حدثت هذه الحوادث في أحياء يعرف عنها أنها راقية، أما الأحياء القصديرية والفوضوية، فحدث ولا حرج، على غرار بن الشرقي، عوينة الفول وغيرهما، هذا الأخير الذي حدد العام الماضي كمنطقة موبوءة ووضع تحت المراقبة بسبب وجود كلاب مصابة بداء الكلب وخوفا من انتشاره. وتشير الإحصائيات أن 19 بالمائة من الأشخاص الذين تعرضوا للعض، هم صغار تقل أعمارهم عن 10 سنوات، حسب مصادر مقربة من مديرية الصحة والسكان. وقد قامت الجهات المعنية بعد 10 أيام من وقوع حادثة الصغيرة وئام بتطويق منطقة العيفور بزواغي، وقتل 109 كلاب رميا بعيارات نارية، والقبض على 40 أخرى ليتم التخلص منها بالصعق الكهربائي. م. ص