أعلن رئيس السلطة القضائية في منطقة سيستان الإيرانية إبراهيم حميدي، صبيحة أمس، أنه تم في سجن زهدان تنفيذ حكم الإعدام في حق أحد عشر منتسبا لمنظمة الحركة السنية المعارضة في إيران المعروفة باسم ''جند الله''، وقد جاء قرار هذا الإجراء لأن الذين نفذ فيهم حكم الإعدام شاركوا، كما قال رئيس السلطة القضائية المذكور، في في حوادث إرهابية ومواجهات مع قوات الأمن الإيرانية، وقال بأن ''كل هؤلاء الأشخاص كان قد حكم عليهم بالإعدام بسبب قتالهم للنظام'' الحاكم في إيران. وحسب ذات المصدر، فإن عددا من هؤلاء وغيرهم من المقبوض عليهم ومن الفارين وغير المعروفين من سنة إيران، سبق وشاركوا خلال السنوات الماضية في هجمات عديدة ضد القوة الضاربة للنظام الإيراني المتمثلة في قوات الحرس الثوري، وتدمير مسجدين ضد شيعيين في زاهدان التي تعتبر من أكبر مدن المحافظة. في نفس هذا السياق، لا تنفي حركة ''جند الله'' خوضها لقتال ضد السلطة الحاكمة في إيران، وإنما سبق وتبنت عددا من العمليات المسلحة ضد عناصر الحرس الثوري، وضد رموز للسلطة الإيرانية، خاصة في محافظة سيستان وكل منطقة بلوشيستان الواقعة في الجنوب الشرقي لإيران، وهي المنطقة المحاذية للحدود مع باكستان وأفغانستان. ومن أخطر العمليات التي خاضتها هذه الجماعة التفجير الانتحاري مطلع هذا الشهر في مدينة شاباهار وخلف مقتل 39 شخصا. وبعد إعلان السلطات الإيرانية عن إعدامات صبيحة أمس، بثت وكالة فرانس برس برقية قالت فيها إن عدد أحكام الإعدام التي نفذت في إيران منذ مطلع العام الحالي بلغ 162 حكما. وبهذا، تصبح إيران أكبر الدول المنفذة لأحكام الإعدام في العالم. الغريب في أمر تنظيم ''جند الله'' الذي هو تنظيم سني مسلح كما سبقت الإشارة، والذي تعتبره إيران أخطر حركة في الجمهورية الإسلامية، صنف أمريكيا ضمن المنظمات الإرهابية في العالم، بالرغم من أنه تشكيل مسلح لا يرى نشاطا له خارج إيران، أي أنه ليس من التنظيمات الإسلامية العالمية التي تخوض مواجهات ذات بعد عالمي، مما يجبرها على حتمية مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبرها معظم الحركات الإسلامية الراديكالية عدوة للإسلام والمسلمين.