حذر رشيد بليل الباحث في الأنثربولوجيا الثقافية بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، على هامش مهرجان الأغنية الأمازيغية بتمنراست، من الخطر المحدق بتراث ''أهليل'' وإمكانية اندثاره. لاحظ بليل أنه منذ قرنين أو ثلاثة، يتعرض هذا التراث إلى الاندثار بسبب إهمال جيل الشباب وقال: ''طرحت الإشكال على شباب منطقة فورارة الذين أشاروا إلى أن المانع الأساسي من البحث في تراث ''أهليل'' هو الحياء من الشيوخ، وإلى صعوبة الوصول إلى المعلومات المتعلقة بهذا التراث بالنسبة للباحثين أو المهتمين''. فشيوخ ''أهليل''، خاصة النسوة الحاملات للتراث بالفورارة، يرفضون الحديث ويعيشون في الخفاء، حسبه دائما. في المقابل يضيف: ''تحول اهتمام الشباب الترفي بمنطقة فورارة، منذ الاستقلال، إلى أنواع وطبوع موسيقية أخرى، كالأغنية الشرقية والراي وغيرها. يرى بليل أن ثمة أملا في إعادة نشر هذا التراث وذلك ''بتقديم الإمكانات للشباب لفهم وحفظ تراثهم وإعادة إنتاجه وبعثه عن طريق عصرتنه، بإدخال آلات موسيقية عصرية، منها الناي، الكمنجة والدربوكة، وهذا ممكن جدا''، وفق محدثنا. وطمئن بالقول إن هذا التحديث لن يضر بالأصل. يدعو الباحث، من جهة أخرى، إلى ''تثمين البحوث والدراسات الأكاديمية لتراث ''أهليل'' مثل ما قام به مولود معمري، حيث أصبح من الشخصيات المهمة والمعروفة في منطقة فورارة، ثم على المستوى العالمي''. ويتم ذلك، يواصل، عن طريق جمع القصيد والنصوص غير المعروفة. وأشار بليل، في معرض حديثه، إلى أنه إضافة إلى ال 100 ساعة المسجلة في السبعينيات ''نحن بصدد دراسة ستفضي إلى إنتاج ثلاثة أفلام وثائقية على الأقل ستوضع تحت تصرف الجمهور الواسع والهدف منها تعرف الجميع بتراث أهليل''.