أكدت، أول أمس، فريدة سلال رئيسة جمعية ''إنقاذ الإيمزاد'' أن التراث الترفي الجزائري في طريقه للإندثار بسبب بقائه في خانة التراث الشفهي المنقول، وأضافت أنه خلال بحثها عن كيفية الحفاظ على التراث الترفي، خاصة الأشعار المصاحبة لموسيقى ''الإيمزاد'' خلصت إلى ضرورة التحرك بشكل جدي قصد تدوين الأشعار التي بقي يحتفظ بها أربعة شعراء متوسط عمرهم 70 سنة· تم ذلك بعد تقديمها لفيلم وثائقي قصير على هامش الملتقى الدولي للأنثروبولوجيا والموسيقى، المنظم من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ. وأضافت، فريدة سلال، أن كبر سن الشعراء وقلة عددهم يستدعي التحرك بسرعة لتدوين الأشعار على الأقل بلغة التوارف في مرحلة أولى، في انتظار مرحلة ترجممها إلى لغات أخرى قصد تعريف المجتمعات الأخرى بثقافة الملثمين، كما يلقبون عند الأوروبيين، بالإضافة إلى تسهيل مهمة الباحثين والمهتمين بتراث وتاريخ توارف الشمال· وأضافت، فريدة سلال، في السياق نفسه، أن الإختلافات التي يجدها الباحثون عند الشعراء في نفس القصيدة بل حتى عند الشاعر نفسه، تصعب نوعا ما مهمة الجمع والتدوين بالنظر لصعوبة التأكد من النص الأصلي، وقد تبين ذلك ميدانيا للحضور في سهرة نفس اليوم، حيث حضر الشاعران اللذان ظهرا في الشريط الوثائقي، عجلة محمد والشاعر سوني نكيدا الملقب ب ''ماس نتسيواي'' الذي يعني ''سيد الشعر''، حيث ظهرت اختلافات طفيفة في نفس القصائد التي أديت في الشريط· في نفس سياق، الأغنية التراثية الجزائرية، أضافت الأستاذة ذهبية آيت القاضي، من جامعة مولود معمري بتيزي وزو، أن الأغنية التي تؤديها النساء في منطقة القبائل منذ القدم تعد ثقافة تشمل مختلف مراحل العمر ومختلف الأعمال اليومية، مضيفة أن كل مناسبة لها أغنية خاصة بها، فتلك التي تؤدى في حفل الزفاف ليست نفسها التي تؤدى في حفل الختان، والتي تغنى خلال موسم جني الزيتون ليست نفسها خلال موسم الحصاد، مضيفا أن تلك السلطة الذكورية التي تتميز بها مناطق أخرى من الوطن لا توجد في منطقة القبائل من هذا الجانب· الدكتورة ''تيهارا زهية، وفي مداخلتها أكدت أن حال أغنية الأشويق عند منطقة القبائل يسودها المنطق نفسه عند كل الثقافات الشفوية المنقولة، فالقصيدة نفسها تتغير من راوية إلى أخرى، بل عند نفس الراوية تختلف باختلاف الزمان والمكان، ما يصعب مهمة الباحثين والهواة في الوصول إلى النص الأصلي، خاصة وأنها تعود إلى شعراء قدماء مجهولين في الكثير من الأحيان، إذا استثنينا الشيخ محمد أولحوسين وسي محند أومحند· للتذكير، فإن السهرة الفنية التي احتضنتها قاعة الموقار، أول أمس، كانت مخصصة لنوعين موسيقيين من التراث الجزائري العريق، الإيمزاد من التراث الترفي من أداء ''ألامين خولن'' على آلة الإيمزاد رفقة الشاعر المغني ''ماس نتسيوان''، بالإضافة إلى طابع الأشويق من منطقة القبائل الذي أداه كل من شريف المعروف بأدائه لأغاني الفنانة القديرة شريفة رفقة كل من المغنية فلورا وإكرام·