قدم عبد القادر أرحمون، المعروف باسم عبدالقادر ''السيكتور''، سهرة أول أمس، طبقا فكاهيا دسما للجمهور، كشف فيه النقاب عن ظواهر اجتماعية وسياسية من الواقع الجزائري. عبر عبدالقادر السيكتور، خلال السهرة التي احتضنتها قاعة الأطلس بباب الوادي من تنظم الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بصراحة، عن سعادته وتفاجئه بالتدفق الهائل للجمهور، فقد اعتلى المنصبة وكله حماس وحيوية لتقديم العرض بالشكل الذي يليق بثقة محبيه، وهو ما تمكن من تحقيقه لما يربو عن ساعتين كانتا كافيتين لتقديم جرعات زائدة من المرح والدعابة، أرغمت الحضور على الضحك طواعية، تارة على وقع إيماءاته المعبرة وتارة أخرى بفعل نكته الطريفة، تفاعل الجميع معه وصفق له مطوّلا. حمل ''السيكتور'' نكته رسائل مشفرة كثيرة، في محاولة منه لرصد الميكانيزمات التي ساهمت في اتساع الهوة ما بين دول الشمال والجنوب، خاصة تلك التي كانت وراء تعرية الواقع ''السوداوي'' الذي تتخبط فيه الدول العربية وفساد أنظمتها السياسية، بما فيها الجزائر التي تعاني من تراجع سلم القيم الأخلاقية وتذبذب العلاقات الإنسانية. ومن بين أهم الرسائل التي وجهها السيكتور، بابتسامة عريضة تكتنفها علامات استفهام عديدة، نجد الانغلاق على الذات وعدم التفتح على الآخر، برودة العلاقات الزوجية، غياب الحوار ما بين الآباء والأبناء، تدهور المستوى المعيشي، العنف، تدهور المنظومة التربوية وغياب مؤشرات الثقافة الناجعة، الاستخدام السلبي للفضائيات الأجنبية والتكنولوجيات الحديثة.. وغيرها من المحطات التي استوقفته، قبل أن يفتح النار على ظاهرة ''الإسلاموفوبيا'' التي أثرت سلبا على ذهنية الجزائريين. ليكون بذلك قد ساهم بشكل أو بآخر في إماطة اللثام عن أبرز ''الطابوهات'' في قالب تراجيكوميدي مفعم بالسخرية.