حرص الفنان القدير لونيس آيت منفلات، سهرة أول أمس، على انتقاء باقة غنائية متنوعة، أهداها خصيصا لمتذوقي أغانية، ممّن توافدوا بقوة على حفله الفني الذي نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بقاعة ''الأطلس'' بباب الوادي في الجزائر العاصمة. كانت عقارب الساعة تشير إلى تمام السابعة والنصف مساء، عندما اعتلى الفنان لونيس آيت منفلات خشبة ''الأطلس''، حيث أطلق العنان لحنجرته المميزة إلى ساعة متأخرة من الليل، قدم خلالها أجمل ما جادت به قريحته الشعرية، من قصائد تحمل بين ثناياها الكثير من الأبعاد الإنسانية التي تنم عن درجة كبيرة من الحنكة والحكمة التي يتمتع بهما، ما جعله يفتك لقب ''الحكيم'' و''أحدّاذ أبّوال'' (صانع البيان) باستحقاق وجدارة، وذلك وسط زغاريد وهتافات أنصار ''الكناري'' التي تعالت في سماء ''الكيتاني'' على وقع عبارات ''أنوا ويغي إمازيغن''. خلق آيت منفلات، طيلة عمر السهرة المتزامنة مع نهاية السنة الميلادية 2010، أجواء رائعة رفقة فرقته الموسيقية التي تفننت في مداعبة النوطات الموسيقية، ولاسيما بعد أن أبدعت في نسج ألحان شجية وحياكة أنغام حالمة، أضفت دفئا جارفا على القاعة، رغم الانخفاض المحسوس في درجة الحرارة. وعن العناوين التي أتحف بها ''حكيم'' الأغنية القبائلية، العائلات ''العاصمية'' التي أبت إلاّ أن تشاطره فرحة قدوم العام الجديد 2011، نذكر تلك التي اغترفها من سجله القديم والجديد، على غرار أغنية ''أيطيج حاذر أتغليظ'' التي افتتح بها أصيل قرية ''إيغيل بواماس'' الواقعة بأعالي ولاية تيزي وزو الفقرة الأولى من السهرة، إضافة إلى كل من ''ثلثيّام ذي لعمريو''، ''صبرغ مازال''، ''اصبر أيوليو''، ''أبّيغد وين أيونسن''، ''تورقت تشبحانت''، و''سرّح إيوامان أذروحن''. ناهيك عن ''تبرات''، ''تقبايليت''، ''تفجريت تمزواروث''، ''جي أس كا تربح نغ تخسر''.. وغيرها من الأغاني التي ودّع بها الفنان القدير لونيس آيت منفلات سنة 2010، على أمل أن يستقبل العام الجديد 2011 بمزيد من النجاح والتألق.