أشرف، أمسية أول أمس، والي ولاية تيزي وزو الجديد، عبد القادر بوعزغي، على التدشين الرسمي للمسرح الجهوي كاتب ياسين بعاصمة جرجرة، بحلته الجديدة بعدما انتهت به أشغال إعادة الترميم والتهيئة والتحديث التي انطلقت سنة ,2008 ليكون هذا الهيكل الثقافي ختام صبر فناني منطقة القبائل وعشاق الفن القبائلي المتعطشين للمسرح، حيث استعادوا مجددا الحنين للفن الرابع، واستعادوا ذكريات الثمانينات والتسعينات، وقد حضر حفل الافتتاح العديد من الفنانين والبرلمانيين والمنتخبين المحليين وعدة شخصيات ثقافية وفنية وممثلة عن وزيرة الثقافة خليدة تومي وممثلي المجتمع المدني· وقد رصد لمشروع أشغال الترميم غلاف مالي قيمته 38 مليار سنتيم بغرض ضمان إعادة تهيئته وفقا للمعايير والمقاييس العالمية المعمول بها في قاعات المسارح، حيث تم تدعيمه بأحدث التجهيزات والوسائل والتقنيات، وبعتاد جد متطور من النوع الرفيع، وقد خضع هذا الصرح الثقافي لعملية ترميم جذرية خاصة على مستوى المنصة الشرفية، كما ركزت الأشغال على تهيئة الركح حتى يصبح يتناسب والمعايير الدولية المعتمدة في المسارح، حيث يضم الركح المسرحي على كل الإمكانيات التقنية والفنية، وقد كلف وحده 8 ملايير سنتيم· المسرح الجهوي كاتب ياسين ل9000 مقعد، وتصل طاقة استيعاب قاعة العرض إلى 12 ألف متفرج· كما دعم بمرافق متعددة كإنجاز قاعة خاصة للرقص وأخرى للتدريبات، وتركيب 100 كاشف ضوئي، بما في ذلك تجهيز المسرح بنظام تكييف هوائي عصري· وقد فتح، أول أمس، هذا المنشأ الثقافي أبوابه من جديد لجمهور المنطقة الذي انتظر بشغف كبير هذه المناسبة الهامة كون هذا الفضاء يعتبر مكانا لترجمة معاناته فوق الخشبة خاصة وأن منطقة القبائل تتوفر على ممثلين وشباب يتمتعون بمواهب خارقة في المسرح، لا سيما وأن المسرح يحمل إسم الكاتب والأديب الجزائري الشهير الراحل كاتب ياسين الذي يعتبر مفخرة لكل سكان المنطقة· وستخلق هذه المنشأة الثقافية نوعا من الانتعاش والحركة المسرحية بتيزي وزو بعد ركود دام سنوات، بعدما تعرض لعملية تخريب خلال الأحداث الأليمة التي شهدتها منطقة القبائل سنة 2001 المعروفة ب ''الربيع الأسود''· هذا وحسب ما علمناه من مصادر مقربة من المسرح الجهوي كاتب ياسين فإنه تقرر برمجة عرض مسرحية ''العشيق عويشة والحراز'' للمخرجة فوزية آيت الحاج، كأول عرض مسرحي بهذا الفضاء، وسيتم تجريب مختلف التجهيزات والعتاد الذي تدعم به المسرح· وأكد ذات المصدر أن هذا المسرح سيحتضن فعاليات المهرجان المغاربي للمسرح الأمازيغي في طبعته الثامنة بعدما قررت وزيرة الثقافة خليدة تومي أنه وانطلاقا من هذه السنة سيستقر هذا لمهرجان بولاية تيزي وزو نهائيا· ومن جهة أخرى كشف مدير الثقافة ولد علي الهادي أن قطاع الثقافة بتيزي وزو إستفاد من مبلغ مالي قدره 400 مليار دينار، موجه لإنجاز عدة مشاريع وهياكل ثقافية على غرار قاعة للحفلات تتسع ل3000 مقعد، ومعهد للموسيقى، ومكتبة عصرية من الدرجة الرابعة·· ------------------------------------------------------------------------ آيت منفلات يدشن المسرح الجهوي بحفل فني تخليدا لروح كاتب ياسين إهتز، ليلة أول أمس، المسرح الجهوي كاتب ياسين بمدينة تيزي وزو على وقع حفل فني ساهر أحياه الحكيم والشاعر القدير لونيس آيت منفلات مفخرة الأغنية القبائلية وشاعرها الذي قدم خصيصا من فرنسا للمشاركة في هذه المناسبة حيث اعتلى صهوة غيتارته وركح المسرح ليعطي الإنطلاق الرسمي لافتتاح المسرح الجهوي من جديد بعد طول انتظار، حيث رحل آيت منفلات بالجمهور القبائل الذي توافد بالمئات إلى المسرح الجهوي نحو فصول الغناء الجزائري الجميل والأصيل المعبق برائحة الذاكرة الجميلة بأمكنتها وتعرجاتها بحكم أن القصائد التي يبدع فيها على مدار نصف قرن عاصرت مختلف المراحل التاريخية والسياسية للجزائر ومنطقة القبائل بكل إرهاصاتها وتداعياتها حيث شوح القاعة بالكلمة المعبرة والقصائد المتقاطرة وعيا وجمالا يفتقدهما الكثيرون، لكن آيت منفلات الفنان العفوي الواعي بلحظات التاريخ خلدها في قصائد غائرة كانت مدينته السرية للبوح، حيث اكتظ المسرح عن آخره بمحبي صاحب الحنجرة الشعرية وعشاق سحر كلماته وأشعاره الصوفية المعبأة بالألم والحلم والذاكرة، وقد أبدع الفنان منفلات المتألق من خلال باقة من أغانيه اللامعة حيث قدم 12 أغنية، أبحر من خلالها بالجمهور إلى أولى أعماله الفنية التي لا تزال قابعة في أسفل الذاكرة حيث افتتح الحفل بأغنية ''إيضول سنغا أنروح'' وبعدها أغنية ''أورجيغ'' و''زريغ مازال'' و''ثلاثة أيام ذي لعمريو'' التي تجاوب معها الحضور وصفق له طويلا· وبعدها فضل إطلاق العنان لحنجرته السحرية، وأدى من ألبومه الجديد أغنية ''ثاورقث تشبحانت'' و''سارح إيوامن'' ثم عاد إلى حنين الماضي بالأغنية العاطفية ''أيلام عقليث'' وأغنية ''الجياسكا'' التي أهداها لفريق شبيبة القبائل حيث استطاع بهذه الأغنية أن يهز الجمهور القبائل الذي ردده معه بصوت واحد وتفاعل معها بحرارة، وتواصلت السهرة حوالي ساعتين تخللتها الزغاريد المتعالية والتصفيقات وجاد فيها بأجمل ما أبدعت قريحته الفنية على مدار مشواره الفني الطويل، وكان الفنان آيت منفلات مرفوقا في هذا الحفل بابنيه جعفر وطارق وعزفا على آلتي المزمار والنفخ، وأدى أيضا أغنية ''ثيفجريث'' و''لبغي بول'' اللتان أخذهما من ألبومه الجديد، ليختتم الحفل كما تعود عليه بأغنيته الشهيرة ''كاش روح''· ------------------------------------------------------------------------ أصداء -- شهد المدخل الرئيس للمسرح الجهوي ''كاتب ياسين'' توافد عدد هائل من المواطنين إلى حد استحال فيه الدخول، وكادت الأوضاع أن تصل إلى المواجهة بين المواطنين والمنظمين، ولم يتمكن العديد من المواطنين من الدخول لا سيما النساء منهم بسبب التدافع والازدحام الكبيرين· -- حضر حفل الإفتتاح عدة شخصيات ثقافية وفنية، وكانت عائلة الكاتب والأديب ''كاتب ياسين'' ضيفة شرف من خلال شقيقته فضيلة، كما حضرت أيضا عائلة المسرحي ''موحيا'' تلبية لدعوة مديرية من الثقافة لولاية تيزي وزو، وقد تم تكريمها عرفانا بما قدمه كلا الفنانين للمسرح والأدب والشعر والثقافة الأمازيغية والجزائرية· -- أصيب الجمهور القبائلي بخيبة أمل كبيرة عندما اعتذرت لهم الفنانة القبائلية القديرة ''نورة'' عن الغناء في حفل افتتاح المسرح الجهوي ''كاتب ياسين'' بالرغم من أن العديد من العائلات جاءت خصيصا من أجلها، لكن الجمهور تفهم موقف الفنانة بعدما أخبرتهم بأنها فقدت منذ بضعة أيام فقط والدتها، ما جعل الجمهور يقدم لها تعازيه الخالصة· -- أصيب الفنان القبائلي لونيس آيت منفلات بحالة غضب شديدة وهو فوق الركح بسبب الأخطاء التي ارتكبها التقنيون، ففي البداية ظهر عليه الاستياء، لكن ونظرا لتكرار الأخطاء أشار بيديه للتقنيين يأمرهم بضرورة تحسين الأداء· -- صنع الفنان القبائلي آيت منفلات ومدير الثقافة ولد علي الهادي مفاجأة للجمهور القبائلي عموما وللفنانة القبائلية القديرة ''نورة'' خصوصا، فبعد انتهاء آيت منفلات من حفله الغنائي كان الجمهور ينتظر تكريمه، لكن آيت منفلات وولد على الهادي إتفقا على تكريم الفنانة ''نورة'' عرفانا بما قدمته للأغنية القبائلية· ------------------------------------------------------------------------ تصريحات: فوزية آيث الحاج (مديرة المسرح الجهوي كاتب ياسين): أنا جد سعيدة بانتهاء أشغال الترميم، والحمد لله، العمل كان جيدا وناجحا، وأصبح المسرح الآن من أفضل الهياكل الثقافية على المستوى الوطني، الجمهور إكتشف اليوم أنه لؤلؤة نادرة، وبفضله ستكون الفرصة لعشاق الفن الرابع للإستمتاع، وللشباب المبدعين لتنمية مواهبه، ونحن هنا سنقدم لهم كل المساعدة وسنعمل جاهدين من أجل أن يسترجع المسرح جمهوره الذي فقده منذ سنين، وسنصنع من خلال هذه المنشأة الثقافية الهامة متلقى مسرحيا جديدا، ونستثمر في الطاقة الشبانية التي هي عماد المسرح في المستقبل في تيزي وزو، وأقول ألف مبروك للجمهور القبائلي· كاتب فضيلة (شقيقة الكاتب والأديب الراحل كاتب ياسين): صدقوني أنا عاجزة عن وصف شعوري، اليوم أرى شقيقي يحيا من جديد وكأنه لم يمت، وأشكر جزيل الشكر كل من ساهم في إعادة ترميم هذا المسرح الذي يحمل إسم ''كاتب ياسين'' هذا الأديب الذي أحب القبائل والأمازيغيين، وبدون شك فهذه المبادرة ستجعل حتما الفن الرابع يتطور بتيزي وزو، فقدأعطى للثقافة الجزائرية قيمة كبيرة جدا، وأريد القول أن مهما تحاول بعض الأطراف طمس إسم ''كاتب ياسين'' لكن ذلك لن يحدث ولن تنجح أبدا لأن ما تركه ياسين غال وكبير بالنسبة للجزائر وهناك رجال يسهرون على أن يكون ياسين دائما في المكانة التي كان عليها في حياته· موحيا مولود (شقيق الشاعر والمسرحي الراحل ''موحيا''): إعادة ترميم المسرح الجهوي كاتب ياسين هو بمثابة إحياء للمسرح بولاية تيزي وزو، وإعطاءه روحا جديدة، سيكون دون شك فرصة للشباب المبدعين ليطوروا قدراتهم ومواهبهم الإبداعية في المسرح، نأمل أن نرى هؤلاء الشباب يحملون المشعل الذي تركه السابقون، كما أغتنم هذه الفرصة لأشكر منظمي هذا الحفل على الدعوة وتكريمي بشرف ذاكرة وروح شقيقي الراحل ''موحيا''، سنبقى أوفياء للثقافة والمسرح والجزائر· ولد علي الهادي (مدير الثقافة لولاية تيزي وزو): هذا الإنجاز العظيم الذي أنفق عليه 38 مليار سنتيم جاء بفضل مجهودات بذلتها عدة أطراف وعلى رأسها وزيرة الثقافة خليدة تومي التي قدمت كل المساعدات، وكذا مكاتب الدراسات والمؤسسات التي تكفلت بأشغال إعادة الترميم بما في ذلك إطارات مديرية الثقافة ومديرة المسرح الجهوي الفنانة فوزية آيث الحاج، وهو تخليد لروح مفخرتنا ''كاتب ياسين''، وكذا لروح الفنانين الذين رحلوا وتركوا وراءهم كما ثريا من الإبداع أمثال مصطفى كاتب، بوفرموح، موحيا، إضافة إلى عبد القادر علولة وعزالدين مجوبي·· وآخرين، وأقول أن تيزي وزو، وابتداء من اليوم، ستعيش أجمل أيامها مع الفن الرابع ومع مختلف النشاطات الثقافية، كما أؤكد أننا سنسهر على تنشيط المشهد الثقافي أكثر من أي وقت مضى·