تبرأ منتخبو حزب جبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي لولاية تيزي وزو، أمس، من تصريحات رئيس الهيئة المنتمي للأرسيدي، حيث كان قد اتهم الداخلية والقضاء بالتقاعس في محاربة العنف بالولاية. واتهم منتخبو الأفالان الأرسيدي ب''الزج بالمجلس في مناورات سياسوية'' ضد الإدارة المحلية والمركزية. أعرب منتخبو جبهة التحرير الوطني، في بيان تلته رئيسة الكتلة، عن رفضهم ''جملة وتفصيلا'' تصريحات رئيس المجلس المنتمي إلى حزب الأرسيدي، محفوظ بلعباس. وجاء في البيان الموقع من قبل منتخبي الأفالان، أن الأرسيدي ''تجاهل حلفاءه بالمجلس ولم يتم إشراكنا أبدا في هذه المبادرة''. وذكر منتخبو الحزب العتيد أن الأرسيدي ''ارتكب اعتداء على التسيير الديمقراطي للمجلس''، مشددا في هذا الصدد على أن الأفالان ''لا يمكنه السكوت أمام المناورات السياسوية المنتهجة ضد الإدارة المحلية والمركزية''. من جانب آخر، سجل بيان الأفالان ''وجود تحسنات نوعية بالمنطقة منذ ,2006 على رأسها مختلف المشاريع الكبرى والنتائج الباهرة المحققة في قطاع التربية والتكفل بالمعوزين''. وردا على اتهامات رئيس المجلس لمصالح الأمن والقضاء بعدم التحرك الجدي لضمان أمن الأشخاص والممتلكات، حيا منتخبو الأفالان مختلف مصالح الأمن ''التي تنتشر بقوة لمجابهة الإرهابيين''، معبرا عن ''مساندة الأفالان للإدارة المحلية في كل مبادراتها الساعية لتحقيق هدف الفوز في معركة التنمية''. يحدث هذا الخلاف في مواقف منتخبي الحزبين، في وقت يتحالف حزب سعيد سعدي مع الأفالان الذي يستحوذ على رئاسة لجان ومناصب نواب الرئيس بالمجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو. وفي سياق نفس الصراع الذي دخل فيه المجلس الولائي، ووسط معارضة منتخبي الأفالان والأرندي وامتناع الأفافاس في المجلس، صادق منتخبو الأرسيدي، أمس، على تشكيل لجنة تحقيق للتقصي في تسيير قطاع الثقافة بولاية تيزي وزو. ولم يتوان بعض ممثلي الأحزاب، في تصريحات هامشية، في القول إن المبادرة تشتم منها رائحة تصفية حسابات سياسية، كون مدير الثقافة لولاية تيزي وزو كان عضوا بارزا في حزب سعيد سعدي قبل أن يقرر الطلاق معه. ويعتبر مدير الثقافة، ولد علي الهادي، من الذين انفصلوا عن الأرسيدي رفقة خليدة تومي، التي عينته بعد تعيينها وزيرة للثقافة، مديرا لدار الثقافة ''مولود معمري''، ليرتقي سنوات قليلة بعد ذلك إلى منصب المدير الولائي للثقافة بتيزي وزو. وكان رئيس المجلس،محفوظ بلعباس، المنتمي للأرسيدي، سبق له أن طالب بلجنة تحقيق في الملايير التي صرفت، حسبه، على ترميم مسرح كاتب ياسين، دون أن ترقى أشغالها إلى المبلغ المخصص لها والذي يناهز 38 مليار سنتيم. وقد صوت منتخبو كل من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي ضد لجنة التحقيق، وامتنع الأفافاس عن التصويت، فيما تمت المصادقة على الاقتراح من قبل منتخبي حزب الأرسيدي الذي يهيمن على الأغلبية في المجلس.