التأم شمل عائلة ورفقاء درب الرئيس الراحل ''هواري بومدين''، أمس، بالبلدية التي تحمل اسمه بفالمة، وأجمع الحضور للمرة الثانية والثلاثين على أن ''الرجل'' لم يتكرّر له مثيل، ورفضوا رثاءه لأن الجماهير قررت أن ''الأبطال لا يموتون''، وقالوا للمشككين والمغالين في عقيدته وتوجهه الديني إن القرآن ملأ قلبه. قال رئيس جمعية الوئام المدني لبلدية هواري بومدين، التي أخذت على عاتقها تنظيم هذا الملتقى الوطني حول حياة الرئيس الأسبق، بأن أعداء الجزائر يخشون ''هواري بومدين''، وهو صورة على شاشة التلفزيون، كيف لا وهو الأنموذج المتفرد الذي لا يمكن أن تقام له مرثية، وسيرته تتواتر مثلا وأملا في نفوس أجيال متتابعة، وهو الذي استحق أن يقلد وسام السلام العالمي. وفي مداخلته أبرز الأستاذ مصطفى سريدي، الذي عاش وعايش السنوات الأولى من مرحلة الدراسة مع الرئيس، الظروف السيئة التي عاشها والتي انعكست على شخصيته الانعزالية، حيث قال ''كان صبورا، خجولا، لا يفشي سرا ولا يبوح بألم ويعكف على نفسه متخذا منها كتابا، لا نفهم سبب عزلته عنا لأننا لا ندري ما تحمله نفسه من هموم عظام، وحتى حين ولي القيادة شعر بالغربة''، وتجلت، حسبه أكثر، في الأربعينيات وما صاحبها من بؤس. وأضاف الأستاذ سريدي ''نقول فقط للمغالين والمشككين في عقيدة ''الرجل''، إن القرآن كان يملأ قلبه وبصره، بدليل أنه حين طردنا من المدرسة مع بلوغنا سن الرابعة عشرة، عاد لموطنه الأصلي ''دوار بني عدي''، وهناك حفظ القرآن الكريم وعلمه لأبناء قريته''، واعتبر المتدخل أن كل تلك الظروف هيأته ليكون رجل التوازن وماحي الفوارق ومقيم المؤسسات ومسترجع الخيرات لأهلها تعميما وتأميما، حجته في ذلك النهج الاشتراكي الذي أقره مجلس الثورة. كما ساق الأستاذ محمد بن رقطان شهادة حول الرئيس، تتعلق بتوصية قدمها لعضو من الوفد الجزائري الذي التحق بليبيا لحضور انتخابات استثنائية لاتحاد الكتاب العرب الذي كان يرأسه الكاتب المصري ''يوسف السباعي''، حيث كان اللقاء مخصصا لتعيين أمين عام جديد، وقال الأستاذ أن الرئيس اظهر مرة أخرى اهتمامه بكل القضايا المصرية للأمة العربية، من خلال مؤازرته المزمنة للقضية الفلسطينية، والتي تجلت في عبارته الشهيرة التي اعتمدت خلال هذه التظاهرة كشعار لها ''نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة''، بالإضافة للشعار الرسمي ''هواري بومدين الزعيم الخالد''. حيث حرص الرئيس، حسب المتحدث، من خلال رسالة التوصية التي وجهها للوفود المشاركة في الانتخابات بناء على ما بدر من تشكيك في موقف السلطات المصرية حول القضية الفلسطينية، وقال أن الرئيس ''احرصوا على أن يتم تعيين الأمين العام للاتحاد من فلسطين، وإذا طرحت قضية المقر والميزانية، فإن الجزائر مستعدة لرصد المبلغ اللازم ولتوفير ما يجب''، بالإضافة إلى ما نقله عن ''شريف مساعدية'' بقوله أن الرئيس كاشف أتباعه بمخاوفه من الأطماع الأجنبية في الجزائر، وطلب منهم الحرص على تأسيس دولة قوية بجيشها وثقافتها واقتصادها وبشعبها، وقال ''اجعلوا ذلك همكم الأول والأخير''، كما قام خال الرئيس السيد علي بوهزيلة بتقليد والي فالمة ''برنسا''، وهي العادة التي انقطعت على حد قوله منذ أزيد من ثلاثين سنة كاملة، وأقيمت بالمناسبة جدارية للرئيس بمدخل بلدية ''هواري بومدين''