حجزت مصالح الجمارك بالمطار الدولي رابح بيطاط في عنابة عشية أول أمس، 15 جهاز اتصال لا سلكي بجميع ملاحقها، كانت موجهة، حسب المعلومات الأولية، إلى الاستخدام من طرف الجماعات الإرهابية الناشطة على المحور الممتد من عنابة نحو سكيكدة. وكانت هذه الأجهزة اللاسلكية، حسب مصادر ''الخبر''، مخبأة داخل حقائب سفر كانت بحوزة أحد المغتربين القادم من مطار باريس الدولي على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية. وقد أفضت عملية تمرير أعوان الجمارك لحقائب السفر على جهاز السكانير، إلى العثور على أجهزة اتصال لا سلكي بجميع لواحقها، كانت مخبأة بإحكام. وحسب المصدر الذي أورد الخبر، فقد أحالت مصالح الجمارك صاحب هذه البضاعة المشبوهة، وهو مواطن جزائري مغترب يبلغ من العمر حوالي 30 سنة، يقيم بولاية سكيكدة، على أجهزة الأمن المختصة من أجل التحقيق معه، بهدف التوصل إلى معرفة مصدر هذه الأجهزة اللاسلكية المحظورة محليا، ووجهة ذهابها، وكذا هوية الأشخاص الذين كان الموقوف يريد تسليمهم هذه الأجهزة الإلكترونية، خصوصا وأن عناصر التحقيق الأولي تشير إلى احتمال وجود علاقة بين الشخص الموقوف والجماعات الإرهابية المسلحة الناشطة على مستوى جبال الإيدوغ الممتدة من عنابة نحو سكيكدة. وأرجع نفس المصدر، سبب وجود شبهة العلاقة مع الجماعات الإرهابية المسلحة، أن العنصر الموقوف الذي له تجربة معتبرة في الدخول والخروج الدوري على مستوى المطار، على علم بأن إدخال مثل هذه السلع يعد من الأفعال المعاقب عليها من طرف القانون الجزائري، كونها من البضائع المصنفة من طرف أجهزة الدولة ضمن قائمة السلع المحظورة. وذكرت المصادر ذاتها أن التحقيق الأولي مع الموقوف الذي سيحال قريبا على قاضي التحقيق لدى محكمة الاختصاص للفصل في ملفه، قد أسفر عن تحديد جزء من هويته في انتظار استكمال إجراءات الفحص الدقيق في الهوية على مستوى أجهزة السفارة الجزائرية بفرنسا، خصوصا وأن المعني خريج معهد الأعلام الآلي، ولديه باع كبير في الاختصاص، ويعلم جيدا الأهمية والقيمة الحقيقية لهذه الأجهزة اللاسلكية في السوق الجزائرية. وقد حاول المعني إنكار علاقته بالجماعة المسلحة، مصرحا بأنه يجهل أن يكون إدخال مثل هذه الأجهزة من البضائع ممنوعا.