أكد الدكتور أوشان محمد منير، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية، أن أغلبية أمراض الجهاز الهضمي تندرج في خانة الأمراض غير العضوية التي لا تشكل خطرا على صحة الإنسان، لكنها موجودة ليزيد العامل النفسي وتراكم المشاكل اليومية من حدتها وملازمتها للشخص المصاب لوقت طويل. سجلت أمراض الجهاز العضوي في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا وسط عدد كبير من الأشخاص من مختلف الأعمار، وتعتبر مشاكل الحياة اليومية والضغوطات النفسية التي يتعرض لها عدد من الجزائريين يوميا من أهم أسباب زيادة حدة هذه الأمراض. وعنها، أكد لنا الدكتور أوشان محمد منير أنه سواء تعلق الأمر بأمراض الجهاز الهضمي العلوي: البلعوم والمعدة والمريء، أو السفلي: القولون والأمعاء، فهي أمراض غير عضوية، أي ليست خطيرة، مضيفا أنه يجهل لحد اليوم الأسباب الحقيقية لها. لكن، هناك أسباب تكمن وراء ظهورها، ويأتي في مقدمتها العامل النفسي الذي يزيد من حدة تفاقم تلك الأمراض وتواصلها مع المريض حتى بعد زوال تلك الحالة النفسية، فالشخص الذي يتعرض لمشاكل في حياته اليومية تؤثر عليه سلبا وتظهر في شكل أمراض مثل القرحة المعدية، تستمر معاناته من المرض حتى بعد شفائه من معاناته النفسية. ويبقى العلاج المنصوح به في هذه الحالة، حسب الدكتور أوشان، متمثل في تطمين الطبيب المعالج للمريض بعد تنحية الجانب العضوي بإجراء فحوصات بسيطة، وإعلامه بأن مثل هذه الأمراض غير العضوية من المستحيل أن تتحول إلى سرطان، كما يتطلب الأمر مساعدة من عائلة المريض، إذ يتوجب عليها أن توفر له الجو النفسي المريح والخالي من المشاكل لاتقاء تفاقم تلك الأمراض. وعن سرطانات الجهاز الهضمي، أضاف محدثنا أنها باتت تعرف انتشارا كبيرا بالجزائر وبمختلف دول العالم، نظرا لتطور وسائل الكشف عنها وتشخيصها وتمكن الكثيرين من الوصول إليها، ناهيك عن تزايد عدد السكان وازدياد نسبة الأمل في الحياة، مع ظهور عوامل أخرى مثل نوعية الأكل الذي بات معتمدا عند كثير من الجزائريين (الأكلات السريعة الغنية بالدهون)، وظهور ما يسمى بجرثومة المعدة ''هيليكوباكتير بيلوري'' التي بإمكانها أن تتسبب في السرطان إذا ما لم يتم علاجها، حيث يمكن تفاديها عن طريق تعاطي مضادات حيوية، ناهيك عن وجود عوامل وراثية في ظهور هذا النوع من السرطانات، يضيف الدكتور أوشان.