اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أن المسؤولين في الجزائر يزيفون الحقائق والأرقام، مما جعل الشعب يعيش وهما جره إلى الغضب الاجتماعي والثورة. أكد الدكتور مبتول أن الحديث عن انخفاض التضخم إلى 5 ,4 بالمائة في 2010 والبطالة إلى 10 بالمائة يوحي بأن المسؤولين في الجزائر لا يعيشون في الجزائر. داعيا أن يقوموا بزيارات إلى الجزائر العميقة للإطلاع على حقيقة ما يحدث من تراجع في القدرة الشرائية للمواطنين في ''وطن غني شعبه فقير''. وأكد الدكتور مبتول في مساهمة أرسلها ل ''الخبر'' أمس، أن الأسعار بدأت في الارتفاع منذ سنة 2007 دون أن تتراجع قبل أن تلتهب أكثر في السداسي الثاني من سنة 2010 وبداية .2011 مستدلا بتراجع القدرة الشرائية للمواطنين بأن 70 بالمائة من الأجراء الذين يتقاضون 20 ألف دينار شهريا يستخدمون 80 بالمائة من مداخيلهم في اقتناء الحاجيات الأساسية. كما انتقد مبتول الخطوات التي قامت بها الحكومة من خلال تخصيص 1200 مليار دينار للجانب الاجتماعي، حيث أكد أن هذه الإجراءات تمنح سلما اجتماعيا وهميا مبنيا على مداخيل البترول التي لا توزع بعدل بين مختلف طبقات الشعب، بالإضافة إلى الخطابات السياسية للحكومة التي لا تمت بصلة للواقع، ''كنسبة البطالة المعلنة المخفضة بكثير عما يوجد في الدول الأوروبية والدول المتقدمة''. مشيرا إلى أن هذه الخطابات المزيفة كانت تعلن عن انتفاضة اجتماعية في الجزائر، حيث أنه لا يمكن حسب الدكتور مبتول وضع سياسة اقتصادية فعالة عندما نبنيها على أرقام خاطئة تقدمها الحكومة لتغطية فشلها. كما فتح الدكتور مبتول النار على سياسة تمويل المشاريع العمومية من احتياطات الصرف والمداخيل، حيث أنه بالرغم من صرف أموال طائلة، فإن الجزائر لم تحقق ما حققته دول البحر المتوسط في نفس الفترة وبأموال أقل بكثير مما صرفته الجزائر. معتبرا أن الأموال التي صرفت للمنشآت القاعدية والتي فاقت 70 بالمائة من مجمل مصاريف الدولة ''تبذير مالي'' لأنها استعملت خاصة بالنسبة للبرنامج الخماسي 2014 2010 لإتمام المشاريع التي لم تنتهي من البرنامج الخماسي السابق، حيث تم تخصيص 130 مليار دولار لإتمام هذه المشاريع، في حين كان يمكن استغلالها لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية باستثمارها في أشياء أخرى عوض المنشآت القاعدية. مشددا على ضرورة الإسراع في تغيير السياسات المطبقة من خلال الحكم الراشد وتحسين الرؤية والاعتماد على الأرقام الحقيقية لوضع السياسات الحكومية. وقد فسر الدكتور مبتول الانفجار الاجتماعي الذي تشهده الجزائر حاليا بكذب الحكومة على الشعب التي منحت من خلال تصريحاتها أحلاما جعلت الشعب يعيش في وهم اكتشفه على أرض الواقع، مما خلق غضبا واستياء اجتماعيا واسعا.