كللت التحريات التي باشرتها الفرق المختصة للدرك الوطني في تيبازة، بتفكيك عصابة خطيرة جدا متكونة من خمسة أشخاص بسطوا نفوذهم الإجرامي على الشريط الصخري الشرقي لبلدية عين تافورايت، واستمدوا جبروتهم من الأسلحة البيضاء وبنادق الصيد البحري المستعملة في ترهيب الضحايا وتجريدهم من سياراتهم بعد تنفيذ هجمات خاطفة بالتخفي وراء اللثام. أسقطت فرقة الدرك الوطني بعين تافورايت رفقة فصيلة الأبحاث وفرقة التدخل، العصابة التي بثت الرعب على الشواطئ الصخرية الممتدة بين منطقتي ''بخوشة'' غرب المدينة إلى غاية شاطئ ''كوالي'' بمدخل تيبازة، وهي المنطقة التي تشهد تدفقا للزوار العاصميين على مدار السنة. غير أن الساحل المذكور تحول، خلال الأشهر الماضية، إلى منطقة رعب، خاصة بعدما استفحل نشاط إجرامي من نوع خاص يقوده شقيقان وثلاثة أشخاص آخرون، قاموا بعمليات سطو وسرقات وتهديد بالأسلحة البيضاء وتجريد الزوار من هواتفهم وانتزاع الحلي من رقاب النساء، إلى أن وصل بهم الحد إلى انتزاع سيارات من أصحابها عنوة وإشباع أصحابها ضربا. وكانت آخر عملية قام بها أفراد العصابة قبل خمسة عشر يوما، حين داهموا صاحب سيارة من نوع ''فيات'' قدم من القبة بالعاصمة رفقة زوجته، حيث ركن سيارته على مرتفع صخري مطل على البحر بحس خشني، وفجأة حاصره ثلاثة ملثمين مدججين بأسلحة بيضاء قاتلة، وأرغموه على تسليمهم مفاتيح السيارة والهواتف النقالة وأخرجوهما من المركبة، قبل أن ينتزعوا من السيدة أقراطها وحليها، حيث أمروهما بالبقاء في مكانهما وانصرفوا بهدوء. وقبل خروجهم نحو الطريق الوطني رقم 11 قاموا بانتزاع الأقنعة وولوج الطريق حتى لا يلفتوا الانتباه، ما ساعد الضحية على التعرف على ملامح أحدهم. وفور تلقيها لشكوى الضحيتين، حركت مصالح الدرك فرقها المختصة، وانتشرت عبر المحاور والطرقات واستغلت سجل مكالمات العصابة، لتتمكن من القبض على فردين منها بعد ساعتين من الاعتداء بعد ضبط رأس العصابة ''ب.ه'' 30 سنة بوسط مدينة عين تافورايت، حيث تم إخضاعه للتحقيق ليكشف عن هوية شريكه وهو شقيقه البالغ من العمر 25 سنة، بعدها تم التوصل إلى شريكهم الرابع العامل بإحدى المقاهي والذي كان يخفي المسروقات، حيث تم توقيفه وإخضاعه للتحقيق ليدل على المتهم الرابع الأكثر خطورة ''م.م'' الذي قاد العصابة لتنفيذ اعتداءات مرعبة، فيما تمكن الضحايا من التعرف على رأس العصابة وشركائه. وتأكد المحققون أن الموقوفين كانوا وراء عملية سرقة سيارة ''بيجو بارتنر'' في سبتمبر الماضي بنفس الطريقة بمقربة من شاطئ بركان بلقاسم، لتفضي التحقيقات إلى توقيف متهم خامس كان يتولى نقل السيارات المسروقة إلى غاية بن طلحة ثم باب الزوار نحو ولاية باتنة.