امتنع المتقدمون إلى الامتحانات المهنية الدورية في قطاع البناء، أمس، عن إجراء المسابقة المهنية التي كانت مقررة بالمعهد الوطني لتحسين المستوى في التجهيز المتواجد مقره بقصر البخاري جنوبي المدية. المترشحون وهم تقنيون عاملون بمختلف الإدارات التابعة لقطاع البناء عبر 21 ولاية، وبعد قطعهم لمسافات تفوق الألف كيلومتر، كحال القادمين من ولايات بشار، أدرار، تمنراست ووادي سوف، اعتبروا أن إجراء هذه المسابقة أصبح تحصيل حاصل، ولا ترقى إلى طموح الذين خدموا أزيد من 20 سنة في قطاعهم، بل منهم من أصبح على مشارف التقاعد، على حد تعبير أحدهم قدم من شرق البلاد. وأمام الاحتقان الذي ساد صبيحة إجراء المسابقة، فضل الممتنعون توجيه عريضة احتجاج إلى وزير السكن والعمران، سلموا ''الخبر'' نسخة منها، طالبوا فيها بترقية جميع المترشحين الذين ضمتهم قوائم المسابقة إلى رتب تقني وتقني سام في السكن والعمران، بالنظر إلى خبرتهم وأقدميتهم في القطاع، بدل اعتماد الأسلوب الحالي، والقائم على منح منصب واحد لكل مديرية ولائية سنويا، على أساس المنافسة بين ما لا يقل عن 10 مترشحين من موظفيها. أما الأغرب فهو أن هؤلاء كانوا قد أجروا مسابقة في ذات الإطار وبنفس المعهد يومي 28 و29 من نوفمبر الماضي، إلا أنهم وبعد انتظار نتائجها لما يقارب الشهرين، فوجئوا بإلغاء تلك النتائج من طرف مديرية الوظيف العمومي، لاتهامهم بالغش عن طريق استخدام الهواتف النقالة، ناهيك عن خطإ في موضوع الامتحان. فبدلا من إجراء الامتحان في مادة ''التحرير الإداري''، أجبروا على إجرائه في مادة تقنية، وهو الخطأ الذي اعترف به مدير المعهد عند طرحنا هذه المسألة عليه أمس، وقال إن إدارة المعهد ''تحملت مسؤولية ذلك، وأعادت تنظيم المسابقة على عاتقها''، نافيا بذلك ما اعتبره المحتجون إفشالا متعمدا للامتحان ليعودوا من حيث أتوا، عازمين على الاستجابة الجماعية للإضراب العام المزمع تنظيمه من طرف نقابات تقنيي قطاع البناء بحر الأسبوع القادم، كما عبر جمع منهم ل''الخبر''.