استولى أشخاص قادمون من مختلف ولايات غرب البلاد على أكثر من 200 هكتار من الأراضي الفلاحية التابعة للمزرعة النموذجية لتربية الخيول ببلدية الكرمة بوهران، نهار أمس، وقسموها إلى قطع معدة للبناء، وسط ذهول سكان المنطقة الذين تساءلوا عن أسباب تأخر السلطات المحلية في التدخل لتوقيف العملية. عاشت المنطقة الفاصلة بين بلديتي الكرمة وسيدي الشحمي بوهران، في اليومين الماضيين حالة فريدة من نوعها، عندما قلد مئات الأشخاص ما قام به قبلهم حوالي 20 مواطنا من قرية حاسي لبيوض، التابعة لبلدية سيدي الشحمي، والذين وزعوا فيما بينهم 20 قطعة أرض ''بمباركة من أحد نواب رئيس البلدية، الذي وعدنا بتسوية وضعياتنا في إطار التعليمة التي تخص البنايات المنجرة دون عقود قبل سنة 2008 ''، كما يقول المعنيون. هذا المنتخب المنتمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي قام هو ايضا بالاستيلاء على قطعة أرض تقع على حافة الطريق الرئيسي المؤدي إلى قرية حاسي لبيوض. ولما شرع سكان هذه المنطقة في تسطير الأراضي التي اتفقوا عليها مع هذا المنتخب، أول أمس، انتشرت العدوى. ليهرع عشرات الأشخاص إلى المنطقة واحتلوا أكثر من 200 هكتار من الأراضي الفلاحية التابعة للمزرعة النموذجية لتربية الخيول. واستقدموا معهم المعاول وأكياس الجبس وشرعوا في تسطير مربعات وإحاطتها بأسلاك وتحديد مساحاتها بالألواح الخشبية والأعمدة الحديدية. وقد تدخلت فرقة الدرك الوطني للكرمة أول أمس، كما تنقل رئيس بلدية سيدي الشحمي إلى المنطقة وحذروا هؤلاء الأشخاص من الاستمرار في التعدي على القانون. ومعلوم أن المجلس الشعبي البلدي الحالي لسيدي الشحمي ''تساهل منذ انتخابه مع البناء الفوضوي''؛ حيث صارت البلدية محاطة بحي فوضوي ضخم يضم أكثر من 3000 بيت قصديري.