يقدم، غدا، العرض الأول لمسرحية ''حومة مسكونة'' للمخرج محمد فريمهدي، على ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، التي تسلط الضوء على ظاهرة انقلاب القيم والمراتب، في مجتمع يحكمه الجاهل ويهمش فيه المتعلم. تتميز مسرحية ''حومة مسكونة''، حسب كاتب النص سيد أحمد سهلة، باللّغة الشعرية المستخدمة، والتي تميل إلى الشعر الملحون الذي عرفت به منطقة الغرب الجزائري، مثل المدّاح في الأسواق أو الفوّال، أو شعر بن سهلة ومصطفى بن براهم وغيرهم. ويهدف العمل، حسب المتحدث، إلى الحفاظ على اللّغة الجميلة المأخوذة من تراثنا العريق. وقال سهلة، أمس، خلال الندوة الصحفية، التي نشطها رفقة طاقم المسرحية، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي: ''حرصت على جزائرية النص مائة بالمائة، وأن لا تكون أية كلمة دخيلة عليه''. وعن سؤال حول صعوبة إيصال هذه اللغة للجمهور العاصمي خاصة، قال مخرج المسرحية محمد فريمهدي: ''لقد أعجبت بالنص وغامرت من أجله، وهو أول نص جزائري لي. لكن، رغم لغته المتميزة، إلا أن أداء الفنانين على الخشبة هو ما يحدث الفارق، في فهم السياق العام للمسرحية''. وتنتمي ''حومة مسكونة'' إلى الكوميديا الهادفة أو السوداء، التي تضحك على واقع يبكي في الأصل، وتتطرق المسرحية، على مدى ساعتين من الزمن، إلى ظاهرة انقلاب القيم والمراتب في مجتمع يحكمه الجاهل ويهمش فيه المتعلم، حيث يترشح الممثل الرئيسي ''بخوص''، والذي يؤدي دوره المدّاح محمد، للانتخابات، رغم أنه جاهل وأمي ومجرد ''موّال'' يتاجر في البقر والغنم. والمفارقة أن هذا الموّال يكلّف الطبيب المتعلم، الذي يعيش على هامش المجتمع، بتسيير حملته الانتخابية، رفقة صحفية أخرى، والغريب أن الموال لا يبحث عن منصب سياسي، بقدر ما يريد أن يشتري لنفسه اسما ومكانة في المجتمع. يقول الممثل ''رغم أنني من الممثلين الذين غالبا ما يرتجلون، إلا أن هذا النص لا يمكن معه ذلك، لأنه يشبه سلسلة من الأقوال التي إن نسيت كلمة، ذهب كل شيء''.