لقيت دعوة الخروج في مظاهرات مليونية، أمس الثلاثاء، استجابة واسعة في أوساط الشارع المصري، حيث خرج حوالي 7 ملايين مواطن على مستوى المحافظات المصرية، من بينهم مليونا متظاهر في ميدان التحرير بالقاهرة، مجمعين على رحيل النظام ورفض التشكيل الحكومي الجديد الذي أجراه الرئيس منذ يومين. ردد الجميع هتافا واحدا ''الشعب يريد إسقاط النظام''، كما وجه المتظاهرون رسالة قصيرة للرئيس مبارك قالوا فيها ''ارحل اليوم بهدوء قبل أن يأتي الغد فترحل مجبرا، ولك في زين العابدين عبرة''، ويشير مشهد المتظاهرين إلى تصميم الشعب المصري على رحيل النظام وتشكيل حكومة ائتلافية، تدير البلاد لحين تعديل الدستور وإجراء انتخابات حرة على مستوى مجلس الشعب والشورى ثم الرئاسة، وشارك في المظاهرة عدد كبير من المفكرين والسياسيين، والدعاة منهم الدكتور سليم العوا، والداعية عمرو خالد والشيخ محمد حسان، والدكتور أيمن نور وحمدين الصباحي. وكانت للرسالة التي بعث بها الجيش المصري مساء الدعوة للتظاهرة المليونية ترحيبا كبيرا من الشارع، حيث حملت رسالة الجيش ترحابا بالمسيرات السلمية وحرية التعبير، ما خلق حالة من الطمأنينة لدى الشارع المصري، فخرج الملايين يحيون الجيش ويقدمون له الورود ويهتفون: ''الشعب والجيش يدا واحدة''، على الرغم من خروج القوات المسلحة بمعداتها الثقيلة وتحليق الطائرات الحربية في العاصمة. ويرى محللون أن رسالة الجيش تعد نوعا من التضامن مع الشعب المصري، وأن المؤسسة العسكرية تقوم الآن بترتيب الأوراق، خاصة بعد تولي اللواء عمر سليمان منصب نائب رئيس الجمهورية، ويبدو أن هذا التفسير حمل تأييدا أوسع بعد الزيارة المكوكية التي قام بها أمس مبعوث الإدارة الأمريكية إلى القاهرة والذي التقى بالرئيس مبارك، ثم نائبه عمر سليمان ولم يغادر القاهرة إلا بعد لقاء الدكتور محمد البرادعي، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، والمرشح بقوة لتولي رئاسة الحكومة المؤقتة، وهذا ما يعني أن الإدارة الأمريكية بدأت التخلي عن حليفها في الشرق الأوسط وهو حسني مبارك. وفي سياق متصل أكد متظاهرون عن عدم تفويضهم للدكتور البرادعي أو غيره من رموز القوى السياسية للتفاوض باسمهم، بينما أطلقت حركة شباب 6 أبريل دعوة للشعب المصري لاختيار 10شخصيات شبابية تقوم بفتح حوار مع السلطة والتفاوض حول مطالب الشعب. ومن جانبه جدد البرادعي، أمس الثلاثاء، دعوته للرئيس مبارك بالرحيل، حقنا للدماء وقال إنه على استعداد لتولي مسؤولية حكومة مؤقتة في حال طلب منه الشعب ذلك، مؤكدا في الوقت ذاته عدم مشاركته في تشكيل لجنة سياسية مع جماعة الإخوان أو غيرها لترتيب الأوضاع مع مبارك. وجابت المظاهرات العديد من المحافظات ومنها القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس، وردد المتظاهرون شعارات ''ثورة ثورة حتى النصر''، ''ارحل ارحل يا مبارك''، داعين في الوقت ذاته الرئيس مبارك إلى الرحيل اليوم قبل الأربعاء، وإعلان تنحيته، وإلا تنقلت المظاهرات المليونية إلى قصر العروبة لإجباره على ذلك. كما طالب المتظاهرون الإدارة الأمريكية بالكف عن دعم النظام المصري الحالي. وفي محاولة لحفظ النظام ومنع المجرمين من القيام بعمليات التخريب، قام المئات من الشباب بتشكيل لجان نظام لتفتيش المشاركون في المظاهرة ومنع كل من يحمل أسلحة بيضاء من المشاركة في التظاهرة. في المقابل خرجت مظاهرة موازية لم تتجاوز700 شخص تعلن تأييدها للرئيس حسني مبارك، في الوقت ذاته اتهم الإعلام الرسمي المصري حركة المقاومة الإسلامية حماس بسعيها إلى تخريب ونشر الفوضى في الشارع المصري.