قدم العرض الشرفي لمسرحية '' حومة مسكونة'' للمخرج محمد فريمهدي، على ركح المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي مساء أول أمس، أمام حضور متواضع، لتنقل وفي قالب كوميدي، نصا تراثيا، يحمل أبعادا سياسية واجتماعية وثقافية. استمتع الجمهور المتواضع الذي التحق بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، بالعرض الشرفي لمسرحية ''حومة مسكونة''، المنتجة من قبل المسرح الجهوي لمعسكر. فقد استطاع طاقم المسرحية، رغم صعوبة لغة نصها الذي كتبه سيد أحمد سهلة، من استمالة الجمهور إلى أحداث القصة الكوميدية ذات الأبعاد السياسية الاجتماعية والثقافية. وتنقل ''حومة مسكونة''، قصة ''بحوص بعلة'' الذي يجسده محمد مداح، الموال الغني والجاهل والأمي أيضا، الذي يقرر فجأة الترشح للانتخابات، فجمع حوله الطبيب البيطري كمدير للحملة، وممثلة عن وكالة مختصة في الاتصال ''ماهة خلدوني'' وتجسدها صايم وردة، كما قام المترشح بخلق منافس وهمي له، هو أخو زوجته ''بوعزة'' يجسده عبد العزيز عبد المجيب، ويدور نقاش بعض الشخصيات الأربع، يحمل الكثير من المتعة والتشويق، زادته اللهجة الغربية البسيطة والعفوية جمالا. وأبهر الممثل محمد مداح، الحضور بأدائه المتميز، وحضوره القوي على الخشبة، حيث صال وجال بلباسه الريفي التقليدي ''القشابية والشاش''، وعصاه التي لم تفارقه، وفهمه البسيط للأمور، لكن بخبث ودهاء يعبر عن تجربة كبيرة، لتاجر تعود الأخذ والعطاء والمقارعة في أسواق الماشية، وأراد أن يوظف ذلك في حملته الانتخابية، لكن كما قال له الطبيب المتعلم ''ألّي سوق الماشية، ماشي كي لّي يسوق الناس''. وتتميز مسرحية ''حومة مسكونة''، بنصها التراثي المكتوب بلهجة الغرب الجزائري، ورغم الصعوبة التي وجدها الجمهور العاصمي خاصة، في فهم بعض تفاصيل الحوار، إلا أنها لم تعق فهم السياق العام للمسرحية، ولا تطور الأحداث، وكان لتوظيف الأمثلة الشعبية الأثر الكبير في ذلك، ما أحدث تجاوبا كبيرا لدى الجمهور، بالتصفيق تارة والضحك تارة أخرى. وتحولنا ''حومة مسكونة''، بديكورها البسيط، وشخصياتها الأربع، وموضوعها الحساس، إلى مسرح الثمانينيات، أين كان توظيف الحوار والنص القوي أهم عناصر نجاح العرض، فقد حمل الحوار في طياته، عدة رسائل مشفرة، منها السياسية خاصة، مثل قول بوعزة ''كاين كل خير في بلادنا مخصوصين ألي يقسمو''. وأشار المخرج محمد فريمهدي في تصريح ل''الخبر''، بعد نهاية العرض، إلى التخوف الذي كان سائدا أثناء التدريبات، من عدم فهم الجمهور لنص المسرحية، مردفا ''لكن بالعكس، فقد ساهم الجمهور في التخفيف من الضغط على الممثلين، وأجد أن العرض كان قريبا مما كنا نتوقعه''. كما انتقد المخرج وجود بعض الارتجال عند بعض الممثلين، قائلا ''إن الممثل في بعض الأحيان ولتخوفه من العرض، بعد إحساسه بتجاوب الجمهور قد يخرج على النص''. كما كشف المخرج محمد فريمهدي، بأن المسرحية ستشرع في جولة عبر مسارح القطر الوطني، ودور الثقافة، بدء من شهر مارس المقبل.