اجتاحت منذ عدة الأسابيع موجة من الاحتجاجات والاعتصامات المتتالية مقرات البلديات والولايات تنديدا بتدني الظروف المعيشية... البعض من المواطنين المحتجين لم يترددوا في الإقدام على الانتحار مثلما حدث أمس، بسعيدة والجلفة. أقدم رب عائلة مكونة من أربعة أطفال، يعمل ضمن الشبكة الاجتماعية ومقيم بسعيدة، صبيحة أمس، على حرق نفسه داخل مقر الولاية. وقد تمكن الأعوان المتواجدون بالولاية من إخماد النيران باستعمال قارورة إطفاء الحريق، ليتدخل الإسعاف لنقله إلى مستشفى أحمد مدغري لتلقي العلاج. للإشارة، فقد هدّد هذا المواطن بالإقدام على هذا الأمر في العديد من المناسبات بسبب أزمة السكن التي يعاني منها، هو وأفراد عائلته التي تقيم بذات الحي في مسكن صغير من دون إنارة، إضافة إلى تدهور الأوضاع التي آل إليها بسبب الأمراض التي تلاحق أطفاله، إلى درجة عرض بيع أحد كليتيه للظفر بمسكن يقيه هو وأفراد عائلته. في ذات اليوم حاول شاب آخر بالجلفة الانتحار أمام مقر الولاية، تم إنقاذه في آخر لحظة من طرف المواطنين. وبدأت محاولة الانتحار التي تعتبر الثالثة من نوعها تشهدها ولاية الجلفة بسبب البطالة وعدم حصوله على مسكن عندما تقدم الشاب البالغ من العمر27 سنة إلى السور الخارجي لمقر الولاية ووضع حول عنقه حبل وربطه بالسور في محاولة للانتحار شنقا لكن المواطنين الذين كانوا بالقرب منه والمارين سارعوا إلى تخليصه من الحبل. وتزامنا مع هذه الحوادث المأساوية سجلت عدة ولايات موجة من الاحتجاجات، أهمها تلك التي وقعت بتيزي وزو؛ حيث أقدم سكان نهج ستيتي بمدينة تيزي وزو على قطع الطريق احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية، حيث قاموا بإضرام النيران في العجلات المطاطية مما أدى إلى توقف الدراسة بكل من ثانوية ومتوسطة الحي. وفي تيبازة أقدم سكان دواوير منطقة وادي حربيل ببلدية الداموس على غلق مقر البلدية احتجاجا على عدم استجابة مسؤوليها لانشغالاتهم التنموية، في مقدمتها الوضعية الكارثية للطرقات وحرمان أبنائهم من النقل، ما أدى إلى انقطاعهم عن الدراسة لعشرة أيام كاملة. و في الطارف، نزلت أمس، 20 شاحنة لتوزيع الحليب للمؤسسات الشبانية المصغرة يحتج أصحابها على ضعف نشاطهم مع وحدة إنتاج الحليب بالبسباس نتيجة تقلص الإنتاج لتخفيض نسبة احتياجات الملبنة إلى 50 بالمائة من طرف الديوان الوطني للحليب ومشتقاته. وهو ما اثر على البرمجة في التوزيع وضعف مداخيل الموزعين أمام ديون البنوك والأسعار المرتفعة لقطع الغيار. وقبل ذلك بيوم، اعتصم أمام مقر الولاية عشرات المترشّحين المقصين من قوائم الناجحين لمسابقات الأسلاك التربوية. وفي الوادي اعتصم أمس، عشرات الشباب من مختلف قرى بلدة الحمراية أمام مقر البلدية للمطالبة بمناصب التشغيل. وقال هؤلاء أنهم طالبوا مرارا من السلطات المحلية بالتكفل بانشغالاتهم واستحداث مناصب شغل تجنبهم شبح البطالة. وفي عنابة احتج، صبيحة أمس، سكان المدينة القديمة أمام مقر الولاية للمطالبة بإعادة إسكانهم، بالنظر للوضعية السكنية الصعبة، التي يعانون منها ، كما احتج عمال المؤسسة الوطنية للمشروبات ''بريسري'' أمام الولاية، بسبب عدم تقاضيهم أجورهم، والتهديدات التي يتعرضون لها لغلق مؤسستهم نتيجة سوء التسيير، على حد تعبيرهم.