رفعت المخابرات الفرنسية من درجة التأهب إلى ''القصوى''، على خلفية معلومات عن ارتفاع حجم تهديد ''الإرهاب'' للبلاد، واعتماد ''القاعدة'' على ''جهاديين فرنسيين'' قدرت عددهم ب14 من مجموع قرابة ستين رعية أوروبية في صفوفها. بنت مصالح الأمن الخارجي المخابرات الفرنسية، عدة معطيات جديدة على أساس التحولات القائمة في تونس ومصر، واعتبرت أنها في صالح تيارات راديكالية يتصاعد دورها تدريجيا، ونقلت صحيفة ''لوفيغارو'' في عددها أمس، عن المخابرات الفرنسية، وجود 14 فرنسيا على الأقل تلقوا تدريبا كاملا لدى ''القاعدة''، وقالت إن ''التهديد الإرهابي ضد فرنسا في تصاعد مستمر''، وقدمت العملية التي قامت بها مصالح الأمن الجزائري التي اعتقلت ''أبو أنس الشنقيطي'' ومجموعته، في سياق التهديدات التي كانت تتربص بأوروبا وفرنسا بالخصوص. وكانت ''الخبر'' قد ذكرت في عددها قبل يومين، أن مصالح الأمن الجزائرية ألقت القبض على الإرهابي الموريتاني ''أبو أنس الشنقيطي''، الذي تعرّفه''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' في الساحل الصحراوي ب''الضابط الشرعي وقاضي إمارة الصحراء وعضو مجلس الشورى''. وألقي القبض على ''الشنقيطي'' بفضل عملية محكمة لقوات الأمن في باتنة (قبل شهرين). وعلم بأن ''قاضي إمارة الصحراء'' الذي تعتقد مصالح الأمن أنه على رابط مباشر بمحيط ''أسامة بن لادن''، توجه إلى الشمال الجزائري ل''إنجاز مشروع تحريك النشاط الإرهابي''. من جانب آخر، أشاد وزير التعاون الفرنسي هنرى دي رينكور بما وصفه العمل الشجاع الذي قامت به موريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب. وقال رينكور في حديث صحفي بعد خروجه من لقاء بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أمس في نواكشوط، إن فرنسا ''تضع جميع إمكانياتها تحت خدمة أصدقائها في منطقة الساحل، لمساندتهم في القضاء على سرطان الإرهاب''. وسئل المسؤول الفرنسي، عن التصورات ''المتضاربة'' لأساليب مكافحة الإرهاب بين دول الساحل، فأجاب بأن ''كل بلد له نظرته ويجيب بالطريقة الخاصة به.. ما يصلح في بلد في مجال التعاون لا يصلح بالضرورة مع بلد آخر''، وقال إن باريس ''تعرض وليس تفرض'' مساعدة على دول الساحل ''في إطار تعاون متساوي يحترم حرية وسيادة الدول التي تستفيد من الخبرة والدعم اللوجيستيكي''.