''الخضر'' في رحلة البحث عن نقطة التأهل حانت ساعة الحقيقة للمنتخب الوطني المحلي، بعد أن أرجأ اقتطاع تأهله إلى المباراة الثالثة من نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين، حين يواجه عشية اليوم منتخب البلد المنظم السودان برسم الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة، بداية من الساعة السادسة مساء بتوقيت الجزائر، تحت شعار ''نقطة واحدة على الأقل لضمان المشاركة في ربع النهائي''. رغم أن التقديرات الأولية، تجعل من مهمة المنتخب الوطني صعبة أمام ''صقور الجديان''، بحكم استفادة السودان من أفضلية الأرض والجمهور واللعب دون أي ضغط كونه ضمن مسبقا تأهله إلى الدور الثاني، إلا أن المنتخب الوطني، بلاعبيه ومدربيه ومسؤوليه، لا يرى إلى وضع المجموعة الأولى من الزاوية نفسها، حيث إن النخبة الوطنية التي فوتت على نفسها فرصة تفادي هذا الوضع حين تعادلت أمام الغابون في آخر لحظات المباراة، ترى بأنها ليست قادرة فقط على ضمان نقطة في المباراة الثالثة، بل إنها تملك كل الأوراق الرابحة لتحقيق انتصار على المنتخب السوداني واعتلاء كرسي ريادة المجموعة والتأكيد على جدارة المنتخب الجزائري بتنشيط الدور ربع النهائي. وخلال لقاءاتنا المتكررة مع اللاعبين والمدربين بفندق ''كورال'' مكان إقامة ''الخضر''، وبملعب الخرطوم الدولي حيث تجري النخبة الوطنية تدريباتها، لمسنا إرادة غير مسبوقة تحذو اللاعبين الذين اتفقوا على كلمة واحدة وهي ''ضمان التأهّل إلى الدور المقبل في المركز الريادي والتفكير في بلوغ الدور النهائي والعودة إلى الجزائر بالكأس''. وحتى وإن كانت مهمة المنتخب الوطني محفوفة بالمخاطر، كونه سيلعب تحت ضغط كبير، ويغامر بكل لاعبيه الأساسيين وسيواجه منتخبا متحرّرا من أية ضغوط، إلا أن الأجواء في بيت ''الخضر'' تبشّر بالخير، حيث ركّز الطاقم الفنّي على تصحيح الأخطاء وتحضير العناصر الوطنية معنويا من أجل الصمود والاقتناع بأن مباراة كرة القدم لا تنتهي إلا عند إعلان الحكم عن نهايتها رسميا. جدير بالذكر أن المباراة الثانية للمجموعة بين المنتخبين الغابوني والأوغندي، تجري اليوم أيضا في التوقيت نفسه بملعب الهلال. عبدالحق بن شيخة يصرّح ''أنا أول مدرب جزائري يعلن أن الكأس هدفنا'' بدا عبدالحق بن شيخة، مدرّب المنتخب المحلي، متفائلا جدا بشأن إمكانية بلوغ الدور الثاني. وقياسا بعدم تمكّن ''الخضر'' من بلوغ الدور الثاني قبل المباراة الثالثة، فقد لفت محدثنا الانتباه إلى التحوّل الحاصل في المنتخب الوطني الذي سمح له بالصمود وبالإبقاء على كامل حظوظه في ضمان التأهّل، حيث قال ''أصبح المنتخب الجزائري طموحا، واقتنع اللاعبون بقدراتهم، وهم اليوم يتحدثون عن الدور النهائي، ما جعلهم مقتنعين بأن مستواهم يتعدّى الدور الأول''، مضيفا ''حين تسطّر أهداف المنتخب بالتتويج بالكأس، فإن اللاّعب يقتنع بأن الاكتفاء ببلوغ الدور الثاني غير مقبول، وهو ما لمسته لدى اللاّعبين حين سطرنا بلوغ النهائي كأحد أهدافنا''. وأضاف المدرّب بن شيخة ''من حق المنتخب السوداني أن يراهن على تحقيق الفوز أمامنا، إنه طموح مشروع، غير أن ذلك لا يعني بالضرورة أن المنتخب الجزائري سيتخوّف من طموح أصحاب الأرض، لأن المركز الريادي يهمنا، وأعد الجماهير الجزائرية بالتألق وتحقيق الفوز، لأن التشكيلة أظهرت عدة جوانب إيجابية في المقابلتين الأولى والثانية، سواء من حيث العروض أو الصرامة أو الأهداف، ما يجعلني متفائلا جدا، أنا أول مدرب جزائري يعلن على أن الهدف هو التتويج بالكأس، في وقت كان طموح المنتخب منذ فترة بعيدة تجاوز الدور الأول، إنه هدف جديد للمنتخب وللكرة الجزائرية''، يقول بن شيخة . بلكالام يريد المشاركة أكد المدافع سعد بلكالام لمدرّبه عبدالحق بن شيخة، بأنه قادر على المشاركة في المباراة الثالثة أمام السودان. بلكالام الذي شارك في شوط واحد في المباراة الأولى حين عوّض القائد عبدالقادر العيفاوي، اشتكى بعدها من آلام، غير أنه أكد تعافيه وقدرته على تعويض العيفاوي.
الغابون يجبر ''الخضر'' على تغيير برنامجهم اضطر المدرّب الوطني إلى تعديل برنامجه التحضيري الذي سطّره لما بعد المباراة الثانية للمجموعة. وكان المدرّب الجزائري يراهن على إعفاء كل لاعبيه الأساسيين أمام المنتخب السوداني في المباراة الثالثة للمجموعة الأولى المقرّرة اليوم، وإشراك عناصره الاحتياطية لمنحهم الفرصة للمشاركة والتحضير لخلافة الأساسيين في أي وقت خلال الأدوار المتقدّمة من المنافسة. وكان المدرّب الوطني يأمل في إعفاء لاعبيه الأساسيين تفاديا للإرهاق وتلقي البطاقات المجانية والتعرّض للإصابات، مع منحهم أيضا راحة لمدة يومين، على اعتبار أن المباراة المهمة التي كانت ستلي مباراة الغابون، لو تم ضمان التأهّل، هي مباراة ربع النهائي يومي 18 أو 19 فيفري، غير أن هدف المنتخب الغابوني، جعله يراجع كامل برنامجه التحضيري. بن شيخة ليس له تفضيل في ربع النهائي تحاشى المدرّب الوطني استباق الأحداث والحديث عن الدور ربع النهائي، حين سألناه عن المنتخب الذي يفضّل مواجهته في ربع النهائي عند ضمان التأهّل. واعتبر بن شيخة أن المهم بالنسبة إليه، تحضير لاعبيه لمباراة السودان، كونها ستحدّد نتيجتها النهائية مستقبل المنتخب الجزائري في الدورة، مضيفا في سياق حديثه ''في كل الحالات ليس لدي أي خيار ولو أنني أتوقع أن ينهي جنوب إفريقيا مباريات الدور الأول للمجموعة الثانية في المركز الريادي، أمام منتخبي النيجر وزيمبابوي''. الدفاع هاجس الطاقم الفنّي اعترف المدرّب الوطني بأن مشكل المنتخب الوطني يكمن في خط الدفاع، مشيرا إلى أن بقية الخطوط أظهرت قوة أكثر. وحسب بن شيخة، فإن لاعبي المنتخب الوطني، منهم المدافعون، تعوّدوا على الطريقة الفنية في الأداء، وعدم إلقاء الكرة في أي اتجاه ''وهي طريقة لعب أفضّلها لأنها تكشف قدرات اللاّعب''، مضيفا ''الفنيات لا تثمر في كل الحالات، خاصة على مستوى الدفاع، حين يواجه المدافعون، خلال المباريات، مهاجمين يعتمدون على القوة البدنية والتدخلات الخشنة، فالخطأ على مستوى الدفاع يكلّف غاليا، وهو ما حدث لنا أمام المنتخب الغابوني''.