كشف الدكتور محمد القورصو، أمس، أن الجنرال شارل ديغول كان بحاجة إلى القنبلة النووية لكي يستعيد هيبة فرنسا الدولية، بعد أن تعرضت للتهميش من قبل القوى العظمى التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية. وقال الأستاذ القورصو، خلال ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمقر يومية المجاهد، حول موضوع ''جرائم فرنسا وتجاربها النووية في الجزائر''، إن حاجة فرنسا إلى القنبلة النووية، أملتها عدة أسباب، منها اقتناع الجنرال ديغول بأن فرنسا ''كانت تخشى من أن تنقلب عليها شعوب المستعمرات، بعد أن كانت تعتمد عليها في حروبها للدفاع عن نفسها ومستعمراتها''. وأضاف القورصو ''إن امتلاك فرنسا للقنبلة النووية يعني إمكانية تحررها من هيمنة أمريكا وبريطانيا''. مضيفا ''من هنا لجأت إلى اختيار الجزائر لإجراء هذه التجارب''. وتحدث الدكتور القورصو عن ضرورة مطالبة فرنسا بالاعتذار جراء الجرائم التي ارتكبتها في الجزائر، وأوضح أنه يجب استغلال انقسام المجتمع الفرنسي بخصوص هذه المسألة حاليا للتوصل إلى تحقيق هذا المطلب. من جهته، تحدث الباحث عمار بلخوجة عن جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر، مركزا على إبادة قبيلة العوفية على ضفاف وادي الحراش، التي وقعت يوم 7 أفريل .1832 وأورد فرانسوا ماسبيرو في الكتاب الذي خصصه للسفاح سانت أرنو، شهادة للعقيد بليسيي دو رونو، الذي قال ''كل شيء حي كان مآله الموت''. عند العودة من تلك الحملة المشؤومة، كان العديد من فرساننا يرفعون جماجم فوق أسنّتهم. والمقصود بهذه الجماجم أفراد قبيلة العوفية. وقال دو روفيغو بخصوص هذه الجريمة ''آتوني بالجماجم، اقطعوا رأس أول بدوي تلقونه وسدوا بواسطتها قنوات المياه''. وعقب الجريمة صرح الدوق دو روفيغو قائلا ''لقد حققت مجزرة قبيلة العوفية ما كنت أرجوه، بل وأكثر. إلى درجة أنني لن أتورع في اللجوء لاستخدام مثل هذه الوسائل مع القبائل الأخرى''. كما تحدث بلخوجة عن إبادة قبيلة أولاد الرياح على جبال الظهرة. وكشف أن القبيلة التي كان عدد أفرادها يصل ألف نسمة، لم ينجو من الإبادة سوى أربعين منهم.