عمد المتظاهرون بمدينة أقبو بولاية بجاية ليلة أول أمس، إلى إضرام النيران في وكالة التشغيل المحلية ومقر مفتشية العمل بعد فشلهم في مواصلة فرض الحصار على محافظة الشرطة. وفي حدود الساعة التاسعة ليلا عمد المتظاهرون إلى غلق الطريق الوطني رقم 26 على مستوى مدخل أقبو قبل أن يفاجئهم المقيمون في الحي بهجوم مضاد مسلحين بالهراوات والقضبان الحديدية. هذا الأمر دفع بالشباب إلى الفرار نحو مناطق أبعد لتفادي استمرار المواجهات مع المواطنين ليهددوا بالعودة وبقوة أكبر وقد أصيب خلالها حوالي عشرة متظاهرين بجروح خفيفة. وقد اشتدت المواجهات بهذه المدينة بالتزامن مع شروع مصالح الأمن في إخلاء السكنات المقتحمة خلال جانفي الماضي والمقاومة العنيفة التي لقيتها من المحتلين الذين يتجاوز عددهم 600 مقتحم، ولم يبق، حسب المصادر الأمنية، إلا عدد قليل من السكنات المقتحمة بحي ''لا سيتي''. وقد بدأت المفاوضات مع المتواجدين فيها من أجل إخلائها مقابل دراسة ملفاتهم بشكل جدي في إطار اللجنة المكلفة بذلك. كما فسحت قوات الأمن المجال لأعوان ديوان الترقية والتسيير العقاري لإعادة وضع مقافل جديدة بدلا من تلك التي وضعها المقتحمون في انتظار توزيعها في أقرب وقت، حسب مصادر من الدائرة التي تشرف على العملية. وللتذكير، فإن السكنات التي تم إخلاؤها كانت عرضة للبزنسة من قبل المقتحمين الذين يبيعونها بأسعار رمزية. وهو ما صرح به والي الولاية، بقوله إن سكنات أقبو المقتحمة يتم بيعها بأثمان تتراوح من خمسة إلى خمسة عشر مليون سنتيم، ومن الناس من استعملها لأغراض غير أخلاقية.