قال نائب المدير بمديرية الطاقة باللجنة الأوروبية إن الطاقة كانت في السابق عامل حرب بين الدول، لكنها تحولت اليوم إلى عامل لإرساء السلام. وأوضح فابريزيو باربازو، نائب مدير بمديرية نقل الطاقة باللجنة الأوروبية، في محاضرة ألقاها أمس ضمن أنشطة المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، بأن ''الجزائر تظل الشريك الاستراتيجي لأوروبا في مجال الطاقة وتحديدا الغاز الطبيعي''، وعليه فإن ربط علاقات تعاون معها في هذا المجال يكتسي طابعا خاصا.وأضاف باربازو، لدى تناوله السياسة الطاقوية للاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط، أن الأمن الطاقوي لأوروبا يبقى مرهونا بالمحروقات بنسبة 80 في المائة ولاسيما الغاز، مشيرا إلى أن قدرات الاتحاد الأوروبي الإنتاجية ستنخفض في سنة 2030 إلى ما يساوي 6 في المائة بالنسبة للبترول، مقابل ارتفاع الطلب بنسبة 83 في المائة بالنسبة لحاجيات السوق الأوروبي من الغاز. وأشار باربازو إلى أنه أجرى مباحثات مع مسؤولين في وزارة الطاقة والمناجم ووزارة الشؤون الخارجية، وخلص إلى تفاهمات بشأن ضرورة إشراك الاتحاد الأوروبي في المشاريع التي تنوي الجزائر إطلاقها في هذا الشأن، من أجل التوصل إلى تقليص التبعية لعائدات صادرات النفط والغاز. وعما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيساهم في تمويل المشاريع المستقبلية للطاقات المتجددة، قال باربازو: ''ينبغي على الأوروبيين أن يشتركوا في تمويل مشاريع من هذا النوع، لأنها شراكة مربحة لكل الأطراف''، وذلك، كما قال، لتدني تكلفة إنتاج واستغلال الطاقات المتجددة ولخلوها من الآثار السلبية على البيئة.ودعا الخبير الأوروبي المسؤولين الجزائريين إلى الاستفادة من الأطر القانونية والتجارية التي تنظم سوق الطاقات المتجددة في السوق الأوروبي، لتفادي وقوع خلافات مستقبلا مثلما حاصل في تسويق الغاز الطبيعي، موضحا بأن الاتحاد الأوروبي سيتفاوض مع الجزائر باسم 500 مليون نسمة ، وعليه فإنه من المفيد للجزائر أن تستعد جيدا للمفاوضات. وحذر باربازو من أن تتحول الطاقة إلى فتيل تستغله بعض الدول لإشعال نيران نزاعات وحروب، مثلما كان في السابق ، قبل أن يستدرك قائلا: ''مثلما كانت الطاقة سببا في اندلاع حروب كثيرة في السابق بين الدول، فإنها اليوم قادرة على أن تكون عامل تهدئة وأساس سلام، شرط أن يكون مبنيا على تعاون قوي فيما بيننا''.