صدرت، حديثا، عن منشورات ''الجزائر كتاب''، مؤلفات فرحات عباس الكاملة، منها كتاب ''الاستقلال المصادر''، الذي كتبه سنة 1984ونشر بفرنسا، فمنعته السلطات الجزائرية حينها، لما احتواه من حقائق مثيرة حول الخيارات السياسية لما بعد الاستقلال. وجاء قرار المنع رغم أن المؤلف بعث برسالة للرئيس الشاذلي بن جديد، لرفع المنع عن الكتاب ''حتى يطالعه الشباب الجزائري''، لكن القرار ظل ساريا إلى غاية التسعينيات. وتناول فرحات عباس في كتاب ''الاستقلال المصادر''، ظروف اختلافه مع الرئيس أحمد بن بلة، بعد أن توترت العلاقة بين الطرفين في صيف 1963، ما اضطره إلى تقديم استقالته من الجمعية التأسيسية (البرلمان) في يوم 15 سبتمبر 1963، منتقدا خيار الحزب الواحد، ومعتبرا ''الجزائر بلدا ستالينيا''. وقد نشر الكتاب لأول مرة بفرنسا سنة 1984، وهي السنة التي تم فيها تكريم فرحات عباس، مع ردّ الاعتبار له من طرف الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، في إطار مصالحة مع التاريخ، عشية الذكرى الثلاثين لاندلاع الثورة التحريرية. أما كتاب ''تشريح حرب''، فقد خصصه عباس للحديث عن كيفية التحاقه بالثورة في ماي 1955، بعد الاتصال الذي جرى بينه وبين الثنائي عبان رمضان واعمر أوعمران، بمسكنه بشارع ''ترولار'' بالجزائر العاصمة، وظروف اتخاذه قرار التوجه إلى القاهرة في أفريل 1956، للالتحاق بالوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني، بأمر من عبان رمضان الذي كان آنذاك أحد القادة السياسيين للثورة على مستوى الجزائر العاصمة. كما يركز الكتاب على الخلافات التي نشبت بين أعضاء الوفد الخارجي في القاهرة، بخصوص كيفية تموين الثورة بالأسلحة. وتحدث فرحات عباس مطولا عن الظروف التي أحيطت بتصفية عبان رمضان، وكذا انعكاساتها على الصراع بين السياسي والعسكري داخل الثورة. ليصل إلى ظروف إنشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وكيف اختير ليكون رئيسا لها، على مدى عهدتين. ويعد الكتاب، بمثابة مرجع أساسي لكتابة تاريخ حرب التحرير، من منطلق أن الكاتب تحدث عن تطور مسار الثورة من زاوية المعايشة الشخصية.