الكتاب الصادر عن مطبعة الدارالبيضاء، بالمغرب، وهو من تأليف 16 كاتبا، ومؤرخا، وباحثا· فلت من الرقابة الجزائرية، التي كانت صارمة مع الكثير من الكتب التي تحيل عناوينها فقط إلى مواضيع على صلة بالفكر الوهابي على سبيل التحفّظ· كتاب ''الوهابية، المؤسس، الفكر والحركة''، حسب أحد مؤلفيه هو عبارة عن مجموعة بحوث ودراسات يجمع بينهما موضوعها ويفرق بينهما ماعدا ذلك، مثل أزمة الكتابة وأمكنتها وأصحابها واتجاهاتهم، وغاياتهم من الكتابة، كما يجمع بينهم ميلهم أكثر نحو الموضوعية في التاريخ أو التحليل أو في الحكم، وقد برر عبد الصمد بلكبير، أحد مؤلفي هذا الكتاب الهدف من إعادة نشر النصوص التي احتواها الكتاب في كتاب واحد، بسبب تعدد زوايا هذا الموضوع وإعطاء فرصة وحرية اكبر للقارئ في أن يكون رأيا أو اقتناعا أو حكما شخصيا مستقلا عن ما يروج لصالح أو ضد الفكر الوهابي، حيث يقول بلكبير ''هذا الكتاب يوضح ''سبب التلابس'' في العلاقة بين سياسة قديمة ودين متجدد أو العكس وذلك في العلاقة بين الحقلين السياسي والديني وكيفية تعاون فيها الطرفان واستفادا من بعضهما ثم كيف آل الأمر تدريجيا نحو الافتراق والتباعد''· كما برر بلكبير حياديته في طرحه الفكرة التي يريد بها ''تنوير القارئ العموم لكي لا يقع في الخلط الذي يضر بجميع المستويات الدينية والفكرية والسياسية والتاريخية ثم مساهمته في تغذية النشاط''· وتطرق هذا الكتاب إلى حياة محمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة، وسيرته الشخصية والعملية، موضحا أنه رد البدع وحارب الخرافة، ودعا إلى توحيد الله وانه شن حربا على كل ما ابتدع بعد ''الإسلام الأول'' من عادات وتقاليد، مضيفا أن دعوته كانت باللين والرفق، واستنهاض الهمم، كما شرح في ثنايا الكتاب أسباب نجاح الدعوة الوهابية، والتي أرجعها إلى الظروف التي أحاطت بها خاصة السياسية، وكذا أسباب فشلها والتي أرجعها إلى تعلق المسلمين بالعثمانيين وبوحدة التراب الإسلامي مما جعلهم حسبه ينفرون منها· وتناول الدكتور حليم اليازجي - أحد مؤلفي الكتاب- الوهابية كحركة إصلاحية وحركة توحيد سياسي وكيف ''أصبحت صفة اجتماعية كبرى توافقت وحاجيات الجزيرة العربية والمجتمع الإسلامي بكامله''· من جهته عمر أبو النصر، نفى أن يكون للوهابيين مذهب خاص بهم، ''كما يقول بعض الحاملين عليهم، وإنما مذهبهم مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وليس في ما يطلبونه ويدعون إليه ما ينافي السنة''· وأعطى الكتاب شرحا مطولا لما اسماه كيفية دفاع واستماتة الوهابيين من اجل الأقطار الإسلامية، من ''نضال الوهابيين من اجل الخليج''، إلى ''الكفاح الوهابي من أجل الحجاز''، و''من اجل سوريا والعراق''، وكذا المغرب العربي، كما حاول أن يبرز أن الدعوة الوهابية كانت أول رد فعل على مفاسد المجتمع، العربي في العصور الحديثة، وأثرها في النهضة الإسلامية، أين يطرح سؤالا، ''ألم تقم بأدوار تحريرية وثورية؟'' مضيفا أن الوطنية في بلاد المغرب تحولت من عاطفة إلى حركة دينية وسياسية على يد السلفيين، وغزت الحضر والبدو، ونظمت تعليما وطنيا لمواجهة تقاعس الاستعمار''· وفي السياق ذاته استغرب محمد العزيز الحبابي، إعطاء لفظ''سلفية'' وصفا قدحيا، و''هي التي تحالفت مع حزب البيان الجزائري (فرحات عباس وأحمد بومنجل وفرانسيس جونسون··) وساهمت أيام الثورة في المقاومة المسلحة، وبعد الاستقلال نرى رجالها في طليعة الأطر التي تعمل على تحقيق مطامح الثورة''، غير أن الحبابي لم يعط شرحا لكيفية هذا التحالف ولا زمانه ومكانه· كما تطرق الكتاب الذي ساهم فيه 16 مؤلفا، إلى أسس الفكر الإسلامي وتناول فيه تيارات العقيدة الدينية عند مسلمي اليوم·