ألقت أحداث الجارة الليبية بظلالها على ميدان التحرير، حيث في الوقت الذي دعا ثوار 25 يناير لرفض استمرار الحكومة برئاسة الفريق أحمد شفيق، في تجدد للمظاهرات بميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية أمس، فإن الأحداث الليبية وكذلك دعوة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين للثوار المصريين للخروج والتضامن مع ثوار ليبيا كان لها صداها الواسع لدى المتظاهرين. تحوّلت التظاهرة إلى مهرجان للتضامن مع المتظاهرين في ليبيا؛ حيث توجه وفد من المتظاهرين لتنظيم وقفة أمام مقر جامعة الدول العربية التي تبعد 500 متر من قلب ميدان التحرير لمطالبة الجامعة باتخاذ إجراءات سريعة حيال المذابح التي تشهدها المدن الليبية على يد قوات الجيش، كما طالبوا عمرو موسي الأمين العام للجامعة برفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة القذافي بارتكابه جرائم ضد الإنسانية، كما طالبوا بلجنة لتقصي الحقائق وكشف المذابح التي تشهدها ليبيا. بينما توجه ما يقرب من 1000 ناشط للتظاهر أمام السفارة الليبية، مطالبين السفير بتقديم استقالته وفضح نظام الديكتاتور الليبي، مؤكدين أن النصر للثوار. ورفعت صور بعض الشهداء الليبيين وسط ميدان التحرير دون أسماء نظرا لعدم التعرف عليها، وحملت اللافتات شعارات ''لابد من محاكمة القذافي كمجرم حرب هو وابنه''، ''يا عالم اتحرك قبل إبادة الشعب الليبي''، وهناك من رفع فتوى الشيخ القرضاوي التي أجاز فيها إهدار دم الرئيس الليبي معمر القذافي، بل وصلت بعض الرسائل لمطالبة القوات المسلحة المصرية بالتدخل وحماية المتظاهرين الليبيين، وظل الشباب يهتفون ''يا قذافي بص وشوف مبارك فين''، ''ارحل ارحل يا قذافي!'' ولم يتوقف التضامن الشعبي مع الأحداث الليبية عند ميدان التحرير، بل توجه عدد كبير من الشباب إلى معبر السلوم الحدودي بين مصر وليبيا لتقديم المساعدات للمصريين والليبيين الذين يحتاجون المساعدة. وحمل عدد منهم أدواته التقنية معه حتى يساهم في نشر جزء من المذابح التي يتعرض لها الشعب الليبي بعد غلق الأنترنت وقطع وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية. ولم يخل وفد الشباب من فتيات حملن معهن بعض الأطعمة والمشروبات لتقديمها للعائدين من المصريين، وكذلك الليبيين عند معبر السلوم. وعلى المستوى الرسمي، أعلنت القوات المسلحة المصرية إقامتها عددا من المستشفيات الميدانية عند معبر السلوم لتقديم الخدمات للجرحى والمصابين الليبيين والمصريين، كما تم استدعاء عدد من وحدات الإسعاف الطائر، كما أقامت عددا من الخيام لاستضافة الليبيين الفارين من مذابح القذافي، وأعد أهالي مرسى مطروح كميات كبيرة من الأطعمة والأدوية وقدموها كمساعدات لليبيين. من جهته، قام اتحاد الأطباء العرب بفتح حساب للتبرعات وأعد خمس قوافل طبية لتقديم المساعدات الطبية.