تسابق روّاد موقع التواصل الاجتماعي''الفايسبوك'' بعد الخطاب ''المجنون'' للرئيس الليبي معمر القذافي في إطلاق صفحات خاصة به، استوحوها من ''شخصيته الغريبة'' و''هيئته المنفردة ''، ومواقفه الكوميدية. خلافا للرئيسين المخلوعين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، كانت لشخصية الرئيس الليبي معمر القذافي حصة الأسد من موقع الفايسبوك، حيث استلهم ''الفايسبوكيون'' أسلوب السخرية والتنكيت من العقيد معمر القذافي نفسه، مدعمين بخطابه الذي لفت انتباه الرأي العام العالمي، والذي ألقاه عقب الاحتجاج الذي انطلقت شرارته منذ أكثر من أسبوع في ليبيا. فمن أبرز صفحات موقع التواصل الاجتماعي حول العقيد القذافي، تلك التي حملت عنوان ''معا لتعيين القذافي مشرفا على كوكب كوميديا في قناة سبايس تون''، التي استقطبت خلال يومين فقط أكثر من 8 آلاف عضو، وفيها قال المسؤول عن الصفحة معلقا على خطاب الرئيس الليبي، إن أربعة عناصر أصبحت الأشهر والأغرب في الخطاب الأول للعقيد بعد ثورة شباب ليبيا، هي المظلة، المطر، وسيلة النقل التي كان يلقي منها خطابه ''المجنون''، والشخص الذي كان يخاطبه. وهي العناصر التي لا يمكن، حسب مسؤول الصفحة، أن تجتمع في أي مشهد على امتداد تاريخ البشرية لرئيس جمهورية كالقذافي. فرغم أن هذه العناصر ليست بينها أية علاقة، إلا أن العقيد الليبي قرّر جمعها لتشكل مشهداً كرتونياً كوميدياً مضحكاً. وجاء في صفحة أخرى لا تقل سخرية ''سألوا القذافي عن الثورة، فرجع برأسه إلى الوراء مفكرا بعمق، ثم قال ببطء: الثورة هي.. أنثى الثور''. وتحت صورة للمسلسل الكرتوني المحقق كونان، كتب المشرف على الصفحة يقول: ''إن المحقق كونان يقوم بتحليل شريط القذافي الأخير، الذي صنفه البعض ضمن قائمة غينيس للأرقام القياسية، باعتباره أقصر خطاب في العالم''. وعن قصة نش الذباب أثناء ''الخطابات الساخنة'' للقذافي، كتب تونسي أسس صفحة جذبت أكثر من 40 ألف عضو: ''كلنا مع الذبابة التي حيّرت وأزعجت القذافي، نحن نحترم الشعب الليبي كثيرا، والصفحة هذه ليست ضد الشعب الليبي، بل ضد القذافي''. وقال أحد نشطاء الفايسبوك في هذه الصفحة: ''قام الشعب بتقديم تطمينات جدّية عن الحالة الصحية والأمنية للذبابة بعد غيابها المفاجئ في الخطاب الأخير''. وفي نفس السياق، خصص بعض روّاد موقع التواصل الاجتماعي صفحة أخرى للنكت بعنوان: ''الآلة العجيبة التي يستعملها القذافي للتخلص من الذباب''. وتضمن الموقع نكتة تقول: سمع القذافي أن زين العابدين بن علي في ''غيبوبة''، فسأل وزيره: كم تبعد ''غيبوبة'' عن ليبيا؟ فيما أورد آخر بعض الأقوال التي نسبها للرئيس الليبي منها: ''للمرأة حق الترشيح، سواء كانت ذكرا أو أنثى.. وأيها الشعب، لولا الكهرباء، لجلسنا نشاهد التلفاز في الظلام.. وأنا لست ديكتاتورا لأغلق الفايسبوك.. لكني سأعتقل من يدخل إليه.. وتظاهروا كما تشاؤون، ولكن لا تخرجوا إلى الشوارع والميادين''. وكتب أحد الناشطين حول العقيد معمر القذافي وألقابه، فسردها كالتالي: ''العقيد، الزعيم، قائد الثورة الليبية، أمين القومية العربية، عميد الحكام العرب، رئيس الاتحاد الإفريقي، ملك ملوك إفريقيا، قائد الطوارف، رئيس تجمع دول الساحل والصحراء، قائد ما يسمى بالقيادة الشعبية الإسلامية، إمام المسلمين''. ولكن، يظل أحلى لقب هو ما أطلقه عليه الرئيس أنور السادات وهو: ''الواد المجنون لليبيا''.