النائب العام ينفي خروج مبارك من مصر ''نريد إبعاد كل وجوه الفساد من سدة الحكم في مصر''، بتلك المقولة جاء رد ائتلاف شباب ثورة 25 يناير بعد تقديم الفريق أحمد شفيق استقالته من منصبه كرئيس للحكومة، عشية الدعوة لتنظيم مظاهرة مليونية للمطالبة بإقالته. جاء رد الشباب ليؤكد أن كافة قرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة ال24 بعد تنحي الرئيس مبارك لم تترجم طموحاتهم، ولن ترجعهم عن الاستمرار في التظاهرات حتى يلمسوا تغييرا حقيقيا. وتأتي استقالة شفيق أو إقالته، بحسب مصادر حكومية، بعد ظهوره في أحد برامج ''التوك شو''، مساء الأربعاء، فقد انفعل شفيق بشدة على الكاتب علاء الأسواني، حيث أكد أن حكومته باقية ولن يقدم استقالته. وقد شن شباب الفايسبوك هجوما شديدا على شفيق، ووجه نقدا لاذعا له، وكان الأخير يتهم بأنه يقود ثورة مضادة ضد الشباب، حيث كان يرفض توصيف ما شهدته مصر خلال الفترة الماضية بالثورة، بل كان يفضل وصفها ب''حالة من رد الفعل الحاد''، وهو ما كان يثير غضب شباب الثورة. كما أن شفيق، من وجهة نظرهم، هو المسؤول عما يعرف بموقعة الجمل التي وقعت يوم 2 فبراير بوسط ميدان التحرير، وأدت لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، ورغم اعتذار شفيق عن ذلك، ومع أنه أول مسؤول مصري يعتذر للجماهير، إلا أن اعتذاره قوبل بالرفض. وحاول شفيق التواصل مع الشباب وأنشأ صفحة لرئاسة الوزراء على الفايسبوك للتواصل مع الشباب وفضل أن يعلنها بنفسه.. كما حاول جذب عدد من الشخصيات التي تتمتع بثقة في الشارع المصري مثل اختيار الدكتور يحيى الجمل نائبا له، إلا أن كافة جهوده لم تزحزح موقف الشباب وتصميمهم على رحيله. وباستقالة شفيق يختفي فرد جديد من بقايا النظام السابق بعد تنحي مبارك ورحيل كل من عمر سليمان وأحمد نظيف ومحاكمة كل من رشيد محمد رشيد وأحمد عز وحبيب العادلي وزهير جرانه. ووجد تعيين الدكتور عصام شرف، أستاذ الهندسة المعروف ووزير النقل السابق لرئاسة الحكومة، ترحابا شديدا من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وارتياحا في كافة الأوساط، حيث يعرف شرف بأنه صديق الثورة، فقد شارك في العديد من المظاهرات للمطالبة برحيل مبارك، إلا أن شباب الثورة أكدوا أنهم لن يتراجعوا عن مظاهرة اليوم المليونية للمطالبة برحيل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وكذلك اللواء محمود وجدي وزير الداخلية، وكذلك محاسبة كافة الفاسدين ومنهم رئيس مجلس الشعب السابق فتحي سرور، وكذلك صفوت الشريف أمين الحزب الحاكم، وعلي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الحاكم، وكذلك حل جهاز مباحث أمن الدولة وحل الحزب الوطني وإطلاق حرية تأسيس الأحزاب. على جانب آخر، من المقرر أن تنظر محكمة الجنايات، غدا السبت، في قضية مصادرة أموال الرئيس مبارك وأسرته بعد قرار النائب العام بالتحفظ عليها ومنعهم من السفر. ونفى النائب العام من جهته الأخبار المتداولة حول خروج الرئيس المخلوع حسني مبارك من مصر، وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن سفر مبارك إلى المملكة العربية السعودية للعلاج.